أكد Fujio Mitarai الرئيس التنفيذي لشركة Canon في تصريحاته الأخيرة على أن سوق الكاميرا سيشهد تراجع في المبيعات خلال العامين القادمين بنسبة 50%.
تطورت تقنية الكاميرات في الهواتف الذكية بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، مما أثر بالتأكيد على مبيعات عمالقة تصنيع الكاميرة في العالم، وشركة Canon هي واحدة من الشركات التي أعترفت بشكل صريح على التراجع الكبير في سوق الكاميرا عام تلو الأخر.
وفي إطار هذا التراجع في المبيعات أشارت شركة Canon أنها تحولت للتركيز على إنتاج بعض المعدات والتقنيات التي يهتم بها محترفي التصوير في العالم، والتي من بينها معدات التركيز التلقائي، حيث تستهدف بها الشركة خلال الفترة القادمة المجالات الطبية والمراقبة لدعم رفع المبيعات.
ولقد جاءت تصريحات Mitarai الرئيس التنفيذي لشركة كانون في لقاء صحفي مؤخراً، حيث أكد خلال هذا اللقاء على أن الإنخفاض في المبيعات الذي يشهده سوق الكاميرات الرقمية في الفترة الأخيرة مستمر خلال السنوات القادمة أيضاً، وقد أوضح أن مبيعات كانون بشكل خاص من الكاميرة تراجعت بنسبة 10% سنوياً، حيث تقدر عدد الوحدات المباعة لمحترفي أو هواة التصوير بين 5 إلى 6 مليون وحدة، وهو تراجع حاد في مبيعات الكاميرا.
من ناحية أخرى أكدت بعض التوقعات على أن منهج Canon الكلاسيكي في تصميم الكاميرات لن يواكب التطور السريع في تقنية الكاميرات المقدمة في هواتف الأيفون على سبيل المثال، حيث تهتم ابل بتطوير تقنية الكاميرات في هواتف الايفون بشكل أفضل في كل جيل جديد.
أيضاً لا يختلف الحال مع تقنية الكاميرات المقدمة في الهواتف الذكية من إصدارات سامسونج، هواوي، إلى جانب جوجل في هواتف Pixel، حيث تدعم هذه الهواتف المستخدم بتقنية مميزة في الكاميرة تتوفر معه في أي مكان.
يذكر أن المؤشرات الأولى لتراجع مبيعات الكاميرات ظهرت منذ فترة طويلة، إلا أنها لم تحرك عمالقة تصنيع الكاميرة لإتخاذ خطوات جادة، فعلى سبيل المثال ألتقطت كاميرات هواتف الأيفون أفضل وأشهر الصور على موقع Flickr، والتي تفوقت على صور تم إلتقاطها بكاميرات Canon، وNikon وأيضاً Leica.
لذا في الوقت الذي تتراجع فيه مبيعات الكاميرا بدأت الشركات الكبرى المصنعة للهواتف الذكية في الإستفادة من تطوير الكاميرات كنقطة جذب للمستخدمين، بل أنها إستطاعت أن تجذب محترفي التصوير أيضاً، حيث إستخدم بعض المصوريين المحترفين كاميرات الأيفون لتصوير لقطات اللوحات الإعلانية وأغلفة المجلات.
أيضاً مع هذا التطور السريع غيرت شركة Canon سياستها من التركيز على كاميرات DSLR التي قدمت بالفعل بجودة سينمائية، إلى التركيز على سوق الكاميرات التي تأتي بتصميم بدون مرآة داخلية لتحقيق الإستفادة من تطوير هذه الكاميرات والمنافسة بها في الأسواق.
ولا يختلف الحال أيضاً في شركة Nikon التي تركز على تطوير المعدات أكثر من تطوير البرمجيات مما يعطي الهواتف الذكية مثل الأيفون ميزة التطور السريع، هذا إلى جانب المميزات المقدمة في الهواتف الذكية من المشاركة السريعة للصور على شبكات التواصل الإجتماعي والمواقع المتخصصة.
من ناحية أخر بدأت بعض الشركات في إنتاج كاميرات تقدم مزيد من التطور في البرمجيات ومنها كاميرة Zeiss ZX1 التي جاءت ببرمجيات Adobe Lightroom مدمجة في الكاميرة، مع ميزة تحميل ومشاركة الصور بشكل مباشر على شبكة الإنترنت.
في النهاية قد لا تكون كاميرات الهواتف الذكية تقدم آداء مثالي جداً في التصوير مثل كاميرات DSLR الإحترافية على سبيل المثال بشكل خاص مع الإضاءة المنخفضة، إلا أن التطور السريع لتقنية كاميرة الهواتف الذكية قد يشكل تهديد كبير في النهاية على صانعي الكاميرة، مما يتطلب تطوير ثوري في التصميم والبرمجيات لمنافسة الهواتف الذكية.