تغطي المياه حوالي 71% من مساحة الكرة الأرضية ولكن من المؤسف أن هذه الثروة الهائلة لا تصلح جميعها للتغذية والشرب لأن أغلبها مياه مالحة موجودة في البحار والمحيطات بالإضافة إلى أنه إزالة الأملاح من المياه ليس بالأمر السهل الذي يمكن تنفيذه تحت جميع الظروف. والتكنولوجيا المتوفرة حاليا لتحلية المياه تتطلب كميات كبيرة من الطاقة مما يجعل هذه العملية مكلفة جدا وخاصة في الأمم النامية. وقد قام فريق من الباحثين في جامعة الإسكندرية في مصر باستبدال هذه التكنولوجيا الباهظة بطرق بسيطة لا تحتاج إلى كل هذه التكاليف وقد جاءت كل التفاصيل حول هذه التكنولوجيا الجديدة في الصحف الخاصة بعلوم المياه الشهر الماضي.
ويعتمد الباحثين في هذه التقنية الحديثة على عملية تسمى pervaporation والتي يتم فيها إزالة الأملاح من المياه بأقل تكلفة ممكنة عن طريق ترشيح المياه المالحة خلال أغشية متعددة حتى يتم التخلص من جزيئات الملح الكبيرة. وتحتوي هذه الأغشية على مادة cellulose acetate التي تقوم بالاتحاد مع جزيئات الملح أثناء مرورها من الغشاء. وقد تم تصنيع هذه الأغشية من مواد بسيطة ومتعارف عليها في مصر والدول المجاورة كما يمكن إنتاجها بتكلفة قليلة داخل المعامل.
وبعد أن يتم ترشيح المياه تأتي الخطوة الثانية والتي يتم فيها تبخير المياه تحت درجة حرارة عالية ثم يتم تكثيف بخار المياه المتطاير وتجميعه وبذلك يتم الحصول على مياه نقية صالحة للشرب والتغذية. وتعمل هذه الطريقة بشكل جيد مع مياه البحر المالحة وخاصة مياه البحر الأحمر التي تحتوي على كمية كبيرة من الأملاح. كما يمكن لهذه الطريقة أيضا أن تقوم بتحلية مياه الصرف الغير نظيفة لكي تصبح صالحة للاستخدم في الدول النامية. والجدير بالذكر أن طريقة pervaporation يتم استخدامها منذ التسعينات لكي يتم فصل المخلفات العضوية من مياه الصرف الصناعي. ويأمل الفريق أن يتم التطور في إنتاج هذه الأغشية حتى تصبح على شكل قطع صغيرة صالحة للاستخدام الفردي.
ذكرتوني بالعالم الفذ عبعاطي مخترع جهاز الكفته