س1: تلوح صناعة التكنولوجيا بالذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة. فكل شيء بدايةً من البرمجيات وحتى الأجهزة يدور حول الذكاء الاصطناعي. فهلا شرحت السبب في حدوث ذلك؟
كل التطورات الكبيرة التي وقعت في صناعة التكنولوجيا والتي شهدتها في حياتي المهنية قد حدثت في الوقت الصحيح والمضبوط. وكانت مدفوعة بالتقنيات الملائمة. لأوضح كلامي هذا بمثال: وهو إطلاق منصة Intel Centrino في عام 2023. فعلى الرغم من أن الاسم نفسه ليس له صدى لدى المستخدمين النهائيين، إلا أنه يمثل تحولًا تاريخيًا في أجهزة الكمبيوتر الشخصية من خلال تقديم شبكة Wi-Fi مدمجة!
وأول كمبيوتر محمول يتوافر للعملاء من منصة Intel Centrino هو الكمبيوتر ASUS S1N. هذا التحول كان أحد التحولات التي “غيرت المشهد الحالي”. وفي الوقت الحالي، مستحيل أن تجد كمبيوتر محمولًا من دون شبكة Wi-Fi. وقد حدث تطور مماثل حين طُرحت الأجهزة Ultrabook بعد ذلك ببضع سنوات. وبفضل هذا التحول، أصبحنا نحمل أجهزة كمبيوتر محمولة فائقة الخفة في الوزن إذا لا يتجاوز وزنها الكيلو جرام إلا بقليل ويمكن أن تظل في وضع التشغيل لمدة 10 إلى 15 ساعة بشحنة واحدة.
والآن، صرنا في عصر الذكاء الاصطناعي. وقد شهدنا الظهور المبتكر لنماذج لغات كبرى من مبتكري البرمجيات مثل OpenAI، وهذا التوجه يسلك طريقه الآن إلى أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
لماذا التركيز على أجهزة الكمبيوتر المحمولة؟ لأنها أشهر أنواع أجهزة الكمبيوتر الشخصية المستخدمة على مستوى العالم. إنه الوقت المثالي للدخول في تطور جديد، بحيث تُصنع أجهزة أذكى وأسرع وأكثر أمانًا.
وفي رأيي، قد تكون هذه أكبر ثورة في مجال أجهزة الكمبيوتر الشخصية منذ عقود.
س2: تقول إن هذا التطور ثورة، فما معنى هذا التطور من وجهة نظر المستخدم النهائي؟
في الوقت الحالي، تعمل معظم خدمات الذكاء الاصطناعي في السحابة. ومن ثم يمكن للمستخدمين الوصول إلى هذه الخدمات من أي كمبيوتر، ولكن هناك عدة مخاوف على المدى الطويل وهي:
- خصوصية بيانات العميل: ينبغي التعامل مع الطلبات التي ترسَل إلى خوادم الجهات الخارجية بدرجة عالية من الأمان.
- زمن الاستجابة: يمكن أن يطول الوقت المستغرق لإنجاز طلبات معينة نتيجة لإقبال المستخدمين على خدمات أو برنامج محدد.
- التكلفة: ارتفعت استثمارات الحوسبة السحابية مؤخرًا، ومن المتوقع أن تصل إلى 400 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة. ونتيجةً لذلك، من المتوقع أيضًا أن ترتفع تكاليف الاشتراك في الخدمة.
أجهزة الكمبيوتر المحمولة يستخدمها ملايين الناس على مستوى العالم، وتظل هي النوع الأشهر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية. وإذا تمكَّنا من إنجاز جزء من حوسبة الذكاء الاصطناعي محليًا، فستُحدث نقلة كبيرة في وظائف الذكاء الاصطناعي، وتحسين خصوصية البيانات، وتقليل أوقات الاستجابة.
س3: هل تتحدث عن وحدة المعالجة العصبية (NPU)؟
نعم، وحدة المعالجة العصبية من المكونات الجديدة بالغة الأهمية في أجهزة الكمبيوتر الشخصية، وهي أشبه بوحدة المعالجة المركزية أو بطاقة الرسوميات. وحدة المعالجة العصبية مسؤولة عن كل التعامل مع كل العمليات الحاسوبية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وهذا ما قصدته بقولي «أن يعمل جزء من برمجيات الذكاء الاصطناعي محليًا».
إدماج Copilot من Microsoft في نظام Windows سيكون له فوائد عديدة أكثر من مجرد الاعتماد على وحدة المعالجة العصبية، ومن المتوقع أن يستمر هذا التوجه في النمو.
ولأضرب لك مثالًا على تطبيقات الاجتماعات عبر الإنترنت التي تمكِّن المستخدمين من تنشيط ضبابية الخلفية. هذه الميزة التي تعمل في الوقت الفعلي تضع عبئًا كبيرًا على وحدة المعالجة المركزية، حيث إن وحدة المعالجة المركزية تشرف على عدة عمليات أخرى تعمل في نظام التشغيل.
وحين نخفف من عليها مهمات ضبابية الخلفية ونوكِّلها إلى وحدة المعالجة العصبية، فإننا نحقق هذه المهمة باستهلاك طاقة أقل بثلاث مرات. ونتيجة لذلك، يفوز المستخدمون النهائيون بساعتين أو ثلاث ساعات إضافية في عمر البطارية، وهذه ميزة لم تكن سهلة المنال في السابق. وسواءً كنت تحضر العديد من الاجتماعات أو تعمل وأنت في الطريق، فزيادة عمر البطارية ميزة كبيرة.
تخيل أنك غير قادر على تحديد موقع شريحة أو صورة معينة من إحدى المجموعات التي راجعتها الأسبوع الماضي. من خلال وضع الاستدعاء في نظام التشغيل Windows 11، يمكِّنك المساعد المدعوم بالذكاء الاصطناعي من التمرير عبر المخطط الزمني لسطح المكتب للعثور على هذا الجزء المفقود من المحتوى. إنه أمر رائع حقًا، خاصةً بالنظر إلى عدد المرات التي يواجه فيها الأشخاص هذه المشكلة.
س4: هل تتوقعون وقتًا معينًا يبدأ فيه الناس في تغيير أجهزة الكمبيوتر المحمولة حاليًا بعدما يعلمون عن أجهزة الكمبيوتر المحمولة المدعومة بالذكاء الاصطناعي؟
من المزمع أن يُطرح أول كمبيوتر شخصي مدعوم بـ Copilot+ PC في الأسواق العالمية في شهر يونيو، ويصحب ذلك وفرة متزايدة في برمجيات الذكاء الاصطناعي على مدار عام 2024. كما ستطلق شركة ASUS جهازها الرائد من أجهزة الكمبيوتر الشخصية المدعومة بـ Copilot+ PC، وهو جهاز
Vivobook S15 (S5507) في 18 يونيو.
توقعًا لفترة التكيف، فإننا ندرك وجود منشئي المحتوى والمتبنين الأوائل. وتستعد هذه المجموعات للاستجابة بسرعة نظرًا لكفاءتها، ما يساهم بشكل مباشر في نمو أعمالها.
وكلما توافرت البرمجيات المُحسَّنة بالذكاء الاصطناعي، فمن المتوقع أن تنمو السوق بسرعة. وتشير توقعات الصناعة إلى أنه يمكن أن نشهد بيع عشرات الملايين من الوحدات في العامين المقبلين.
س5: هل عندك أي تفاصيل يمكن أن تدلي بها عن إستراتيجية ASUS؟
لقد وضعنا هدفًا واضحًا وهو: أن نكون أول من يغزو سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية المدعومة بـ Copilot+ PC. ولا نهدف إلى طرح موديل واحد وكفى؛ بل نريد أن نصل إلى عدة شرائح مهمة في آن واحد.
شركة ASUS لها تاريخ حافل من السبق إلى الابتكارات التقنية. ولم تساعدنا هذه الابتكارات في أن نكون إحدى أفضل ثلاث شركات لبيع أجهزة الكمبيوتر المحمولة فحسب، بل إنها زادت من قوة علامتنا التجارية.
والطرح القادم من أجهزة الكمبيوتر الشخصية المدعومة بـ Copilot+ PC مسألة بالغة الأهمية لنا. إننا نتشوق إلى أن نرى عملاءنا وهم يستكشفون هذا الجيل التالي من أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
