نظره تحليليه:الصورة الحقيقية للـ جيل بريك

في ظل القيود التي تفرضها أبل على جهاز الآي فون، تصاعد مصطلح الجيل بريك وأخذ منحًى واسعًا في الأوساط التقنية بل والعامة أيضًا. فخيارات بسيطة مثل تغيير الأيقونات والخلفيات (أخيرًا فقط سمحت أبل بتغيير الخلفيات)، أو تغيير شاشة القفل أو الشعارات وغيرها الكثير ليست مسموحة حتى الآن عبر أي وسيلة لأجهزة الآي فون، وخيارات متوسطة مثل تركيب باتش لتشغيل صيغ WMV أو FLV أو حتى تشغيل الفلاش في المتصفح (كما سمعنا سابقًا عن Frash)، أو خيارات تعتبر معقدة نسبيًا مثل تركيب نظام أندوريد بجانب نظام الآي فون، ففي الآخر أنت قد دفعت كامل قيمة الجهاز ومن حقك تكسيره لو أردت! من أجل كل هذه الأسباب وأكثر، يوجد جيل بريك. حسنًا، إلى الآن فصورة الجيل بريك صورة جيدة ومفيدة.
ولكن هل نعرف أولاً ما هو الجيل بريك ؟
الجيل بريك هو عملية اختراق Hack للجهاز، تستغل وجود ثغرات في نظام التشغيل والعبور من خلالها والسماح بإجراء تعديلات على نظام التشغيل وإعطاؤه أوامر لم تكن ممنوحة له سابقًا. نعم.. فنحن عندما نقول الآي فون لا يمكن اختراقه لم نكن نعلم أن أجهزتنا مخترقة بعلمنا وفي أيدينا وتحت أنظارنا!
ففي السابق، لكي نقوم بالجيل بريك كنا نحتاج إلى جهاز كمبيوتر (حاسب آلي) لكي نقوم بهذه العملية، وما كان الكمبيوتر ليقوم بهذه العملية لولا أعطائنا له أوامر برمجية أو برامج جاهزة. بالتالي كانت الصورة عن الآي فون أنه آمن مقبولة نوعًا ما.
ثم تطورت عملية الجيل بريك بحيث أصبح من ضمن خياراته، هو تنزيل نسخة مقرصنة جاهزة وتحتوي على ما تحدده أنت، فقط تقوم باختيار النسخة المقرصنة الجاهزة وتقوم بإدخالها للجهاز عبر الآي تونز كما تقوم بإدخال النسخ الشرعية.!
ولكن ما زالت فكرتنا عن الآي فون أنه جهاز أمن.. مقبولة..
في الوقت الحالي عملية الجيل بريك لا تحتاج حتى إلى جهاز كمبيوتر، فقط حركة إصبع عبر متصفح الآي فون وخلال خمس دقائق أو أقل يصبح جهازك ((مخترقًا)). وأصبحت فكرتنا عن الآي فون أنه جهاز آمن ضعيفة جدًا وغير مقبولة.!
خلال هذه الأيام فقط.. من قام بهذه العلمية هم الهاكرز الطيبون. ولكن خلال الشهور المقبلة، أو حتى الأسابيع أو الأيام المقبلة، لا نستطيع منع الهاكرز الأشرار من القيام بنفس العملية.
ربما عبر تعديل بسيط في رابط موقع الجيل بريك (بإضافة حرف ربما) ستقوم وأنت لا تدري بالسماح لمخترق شرير باختراق جهازك وسرقة كل بياناتك، وربما سرقة أرقام بطاقاتك الإئتمانية والإطلاع على صورك وقائمة المتصلين الخاصة بك. وربما مجرد  تخريب لجهازك فقط لغرض متعة المخترق.
بل من الممكن جدًا انتشار مواقع مثل هذه عبر الإيميل SPAM أو SCAM تقول لك إضغط هنا لمشاهدة أي محتوى وعبر تحويلك للصفحة تجد تلميح: إضغط هنا لصور أكثر، وهكذا أنت قمت بعملية جيل بريك، ولكن مصدرها شرير وليس طيب إطلاقًا.!
إن التحذير الآن من خطورة زيارة أي صفحة مصممة للآي فون وتحوي على طلبات غريبة أصبح مجدي جدًا ولم يعد مجرد تحذير من قبيل: “الوقاية خير من العلاج”.! وأن هذه الثغرة الكبيرة جدًا في متصفح سفاري لم تعد ثغرة نستطيع القول عنها أنها آمنة.
ما هو دور أبل في هذا ؟ حسنًا، لم تكن أبل معروفة أبدًا بسرعة ترقيع الثغرات، بل إن الثغرات الخطيرة في نظام الماك تستغرق أسبوعًا وأسبوعين وحتى شهرًا من أبل لترقيعها. ويبدو أن علينا الانتظار لأسبوع على الأقل حتى تصدر أبل ترقيعًا لهذه الثغرة، وسيقال فورًا أن أبل أصدرت هذا التحديث لنظام التشغيل لتمنع المستخدمين من عمل الجيل بريك، من ناحية هذا صحيح، ومن ناحية أخرى أبل ستقوم بهذا التحديث لحماية سمعتها كمطورة أنظمة التشغيل الأكثر أمنًا بالعالم، ثم لحماية مستخدميها من الاختراقات الشريرة والتي أصبحت قريبة جدًا من اختراق مئات الآلاف من أجهزة  iOS.
وليست مبالغة أن قلنا أن على جميع مستخدمي أجهزه iOS تحديث أجهزتهم فور صدور التحديث من أبل، وقد أصبحنا نعرف تمامًا لماذا علينا ذلك، وأن علينا أن نعيد التفكير حيال مسألة أن نظام تشغيل iOS هو أأمن نظام تشغيل للأجهزة الكفية.

المقال تمت كتابه من المبدع:عبيد السيف