ﺑﺎت ﻗﻄﺎع رﯾﺎدة اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ وﺷﻤﺎل إﻓﺮﯾﻘﯿﺎ ﯾﺠﺬب اﻻﻧﺘﺒﺎه اﻟﺪوﻟﻲ واﻹﻗﻠﯿﻤﻲ ﻣﻊ ﺗﺰاﯾﺪ اﺳﺘﻌﺪاد واﻫﺘﻤﺎم اﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﯾﻦ ﺑﺎﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. وﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻗﯿﻤﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات، ﺗﻢ إﺳﺘﺜﻤﺎر 674 دولار في 255 صفقة في سنة 2018 ﻣﻊ ﺳﯿﻄﺮة ﻟﻨﺸﺎط رﯾﺎدة اﻷﻋﻤﺎل اﻹﻣﺎرات اﻟﺬي ﯾﺴﺠﻞ أﻋﻠﻰ ﺣﺼﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﯾﻦ وأﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﻘﺎت ﻗﯿﻤﺔ، وفقاً للنسخة الرابعة من تقرير “حال الإستثمارات الرقمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين 2013 و2018” الذي تعده عرب نت.
تشهد إستثمارات الشركات مؤخرًا إرتفاعًا متزايدًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فصارت عشرات الشركات في السنوات القليلة الماضية، تستثمر بشكل إستراتيجيّ في المشاريع المغامرة الجديدة. ومازال مجال الإستثمار في بداياته، ويتوقع أن يشهد إرتفاعًا ملحوظًا في السنوات القادمة.
وتساهم مبادرات استثمار الشركات(الصناديق المستقبلة أو الاستثمارات الانتهازية) بنسبة 17 في المئة من مجمل المستثمرين في المنطقة. في حين أن معدل المستثمرين من الشركات لم يختلف كثيرًا عن الأرقام المسجلة في سنة 2017؛ ويمثل 17 في المئة من مجتمع المستثمرين في المنطقة سنة 2018، مقارنة ب18 في المئة سنة 2017.
ما يقارب من ثلثيّ(70 في المئة) من الشركات المستثمرة في المنطقة هي شركات موجودة في دول مجلس التعاون الخليجي بحسب النسخة في تقرير “حال الإستثمارات الرقمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين 2013 و2018” الذي تعده عرب نت. هذا وتستمر الإمارات العربية المتحدة في تصدّر القائمة بنسبة 36 في المئة من الشركات المستثمرة، تليها السعودية بنسبة 19 في المئة، ثمّ لبنان بنسبة 12 في المئة.
لطالما سيطرت الشركات المستثمرة في السعودية على باقي المنطقة على مدى التاريخ. ولكن في السنوات القليلة الماضية، تمكنت الأسواق الأخرى بسرعة من تحسين أوضاعها والمنافسة في حين أن السعودية شهدت إنخفاضًا في حصة الشركات المستثمرة فيها من 33 في المئة سنة 1913 إلى في المئة سنة 2019.
تمكنت الإمارات من تحسين سوقها بسرعة وحتى أنها تخطت السعودية من حيث نسبة الشركات المستثمرة. وتلا الإمارات كلاً من لبنان ومصر من حيث نمو أعمال الشركات، الذين شهدوا نموًا ملحوظًا على مدى السنوات.
وﻓﻲ ﺣﯿﻦ أن اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮة ﻫﻲ آﺧﺮ ﻣﻦ دﺧﻞ ﻣﺠﺎل اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ارتفع عددها بشكل ثابت منذ 2012، وباتت اليوم الشركات في كل القطاعات-إبتداءًا من قطاع الإتصالات ومرورًا بقطاع التجزئة ووصولاً إلى قطاع الأدوية-تطلق مبادرات ونشاطات الإستثمارات.
وما تزايد إهتمام وإستعداد الشركات في هذا المجال، إلا دليل على صعود الشركات المستثمرة التي تعمل على تطوير عملية التحول الرقمي من خلال دعم الحلول القائمة على التكنولوجيا.
وﻣﻦ أﻫﻢ ﻫﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻧﺬﻛﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺷﻠﻬﻮب، وﻫﻲ إﺣﺪى اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺸﺮﯾﻜﺔ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ اﻟﻔﺨﻤﺔ، التي إستثمرت مؤخراً ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ “زﺑﻮﻧﻲ” (Zbooniا)، ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺔ ﺑﻲ أﻧﺪ واي ﻟﻠﺸﺮﻛﺎء المغامرين(B&Y Venture Partners) وهو الإستثمار الأول للشركة.
وﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮة اﻷﺧﺮى اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات، ﺷﺮﻛﺔ ﺟﯿﻨﻜﻮ اﻟﻤﻐﺎﻣﺮة (Ginco Venture Capital) اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺟﯿﻨﻜﻮ (Ginco Group) ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺎت وﺻﻠﺖ إﻟﻰ اﻟﺪورة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻟﺪﻋﻢ أعمال التطوير اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺮﯾﻬﺎ اﻟﻤﺆﺳﺴﻮن ﺑﻤﻠﻒ اﺳﺘﺜﻤﺎري ﯾﻀﻢ أﻛﺜﺮ من 25 شركة حتى تاريخه.
وﻓﻲ ﻣﺼﺮ، اﺳﺘﺜﻤﺮت ﺷﺮﻛﺔ ﻏﻠﯿﻨﺖ اﻻﺳﺘﺸﺎرﯾﺔ (Glint Consulting)، ﻓﻲ ﺧﻤﺲ ﺷﺮﻛﺎت أﺧﺮى ﺑﻬﺪف تقديم الإستشارات لها ودعم أعمالها وتوفير الإستثمارات الرأسمالية. ومن ناحيتها قامت شركة مصرية أخرى، وهي مجموعة شركات نهضة مصر للنشر (Nahdet Misr Publishing Group) بتأسيس ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻐﺎﻣﺮة رأﺳﻤﺎﻟﯿﺔ، اﺳﻤﻬﺎ “إﯾﺪﻓﻨﺘﺸﺮز” (EdVentures)، ﺗﻘﻮم ﺑﺤﻀﻦ وﺗﺴﺮﯾﻊ واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ مختلفة من تطورها.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺸﺮق، أﻃﻠﻘﺖ ﺷﺮﻛﺔ “ﺗﺎﺗﺶ” اﻻﺗﺼﺎﻻت ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن (Touch) ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺎﺗﺶ ﻟﻼﺑﺘﻜﺎر (TIP) الذي يسعى لتعزيز ودعم الشركات الناشئة من خلال توفير الإرشاد والتدريب ومساحة العمل وتسهيلات أخرى.
ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ أن ﻋﺪد اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮة ﺳﯿﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺰاﯾﺪ ﻣﻊ اﺑﺪاء ﻋﺪد ﻛﺒﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت إهتمامًا متزايدًا وإستعداداً أكبر للمنافسة على حصة في مجال الإستثمار، ومع إستمرار نمو قطاع الشركات الناشئة في المنطقة وإرتفاع مستوى نضوجه، يتوقع أن يحقق مجتمع الشركات المستثمرة نموًا كبيرًا في المستقبل.