تشهد السعودية تحسنًا في الاستثمار في الشركات الناشئة في السنوات القليلة الماضية وهذا يعود لهدف رؤية 2030 الذي يقضي بتقليص اعتماد نموها الإقتصادي على قطاع النفط. تسعى المملكة لبناء اقتصاد مزدهر عبر دعم ريادة الأعمال والإبتكار من خلال دعم الشركات الناشئة والاستثمار فيها.
بحسب النسخة الرابعة من تقرير “واقع الإستثمارات الرقمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين 2013-2018”، الذي تعده عرب نت بالشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، في السعودية 95 شركة ناشئة ناشطة. ولكن السعودية تسجل أيضًا أكبر عدد من الشركات الناشئة المتوقفة عن العمل(39 شركة ناشئة) التي انتقلت إلى وادي الموت بين سنتي 2013 و2018.
تحتل المملكة المرتبة الثانية من حيث نسبة المستثمرين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبين دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 17 في المئة، فيما تحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى بنسبة 31 في المئة. وظلت هذه النسبة ثابتة في هاتين الدولتين على مدى السنوات وحافظتا على أكبر القطاعات من السوق بين الأسواق الأخرى.
وبما أن نسبة 70 في المئة من الشركات المستثمرة تتركز في مجلس التعاون الخليجي، تسجل السعودية ثاني أعلى نسبة من الشركات المستثمرة بنسبة 19 في المئة، بعد الإمارات التي تسجل 36 في المئة. وعلى الرغم من ذلك، تتفوق الشركات المستثمرة في السعودية تاريخيًا على باقي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ ولكن في السنوات القليلة الماضية، سجلت الأسواق الأخرى تحسنًا سريعًا في حين أن السعودية تشهد تراجعًا في حصة الشركات المستثمرة خلال الفترة الممتدة بين 2013 و2017.
بعد الإطلاع على خارطة إعداد صفقات الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحتل السعودية المرتبة الرابعة من حيث عدد صفقات الاستثمار سنة 2017(41) وسنة 2018(26) وسجلت 180 صفقة استثمار بين سنة 2013 و2018.
وفي حين أن عدد الصفقات انخفض سنة 2018 مقارنة بسنة 2017، ارتفعت قيمة الصفقات بشكل ملحوظ من 39 مليون دولار(2017) إلى 59 مليون دولار (2018)، وبفضل هذا الإرتفاع، تمكنت السعودية أخيرًا إستعادة قيمة الصفقات التي كانت متوفرة لديها في 2013 و2014 بعد سنوات عدة من التراجع في قيمة الاستثمارات.
وعلى الرغم من تسجيل السعودية لتراجع بنسبة 37 في المئة في عدد الصفقات بين سنتي 2017 و2018، ارتفعت قيمة الصفقات بالدولار الأمريكي سنة 2018 مقارنة بسنة 2017، وذلك يعود بشكل أساسي لقيمة الاستثمار الكبيرة في شركة ﯾﻮﻧﯿﻔﻮﻧﯿك (Unifonic) التي تبلغ 21 مليون دولار أمريكي.
وعند النظر إلى نسبة النساء المؤسسات في كل سوق، نلحظ أن 16 في المئة فقط من مؤسسي الشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية هم من النساء من أصل 192 مؤسس. ويبدو أن الوضع بدأ يتغير في مجال الأعمال في المملكة الذي كانت الرجال يسيطرون عليه، بعد تزايد أعداد النساء في قطاع الشركات الناشئة.
للإطلاع على مزيد من المعلومات حول نبض قطاع الشركات الناشئة في المنطقة، احرصوا على قراءة التقرير المرفق هنا