جاءت حملة ترامب لفرض قيود على شركة هواوي منذ البداية بشعار “التهديد الأمني على الولايات المتحدة”، والتي إستجاب لها بالفعل مجموعة من الشركات بوقف الشراكة وقطع العلاقات مع هواوي، إلا أن التفسير الذي قدم من ترامب مؤخراً في الرد على مراسل أثار الكثير من الجدل حول مدى صحة تنفيذ هذا الحظر.
بدأت الإدارة الأمريكية حملة كبيرة للضغط على شركة هواوي وعزلها تجارياً، وقد إستجابت لهذه الحملة الكثير من الشركات التي يأتي على رأسها شركة جوجل بسحب ترخيص الأندوريد، ومن ثم كوالكوم وإنتل، حيث كان السبب الرئيسي المعلن لهذه الحملة هو تهديد هواوي الأمني للولايات المتحدة.
ولقد كان هذا التفسير مقبول إلى حد ما في بداية الأمر بشكل خاص مع تطوير شركة هواوي البنية التحتية للشبكات، إلا أن هواتف لا تنافس في سوق الولايات المتحدة لذا قد لا تمثل هواوي تهديد أمني للولايات المتحدة في النهاية.
أيضاً قد يشير البعض إلى إنتهاك هواوي للملكية الفكرية وتاريخها في إنتهاك الأسرار التجارية، إلا أن هذا السبب قد يضم الكثير من الشركات الصينية من بينها لينوفو و DJI مما يؤدي إلى كارثة تجارية في النهاية.
إلا أن السبب المؤكد لبداية هذه القيود المفروضة على هواوي، يأتي منذ أكثر من عام في محاولات ترامب للضغط الإقتصادي على الصين، حيث بدأ بفرض الكثير من الرسوم الجمركية، ومن ثم بدأت سياسة ترامب في التصاعد لتصل في النهاية لتوجيه قيود صارمة على هواوي بشكل خاص بهدف إجبار الجانب الصيني للتفاوض التجاري مع الإدارة الأمريكية في النهاية.
ولقد أكدت تصريحات ترامب التي قدمها يوم الخميس الماضي في الرد على مراسل حول سبب القيود التي فرضت على هواوي، حيث جاء الرد من ترامب في البداية أن هذا الحظر فرض بسبب تهديد هواوي الأمني على الولايات المتحدة، ومن ثم عاد ترامب بتصريح أثار الكثير من الجدل أشار فيه إلى أنه من المتوقع رفع القيود قريباً كجزء من صفقة تجارية!.
بالطبع وجود صفقة تجارية على طاولة مباحثات بين الولايات المتحدة والصين أو هواوي بشكل خاص، ينفي إدعاءات ترامب والإدارة الأمريكية حول تهديد هواوي الأمني على الولايات المتحدة، فإتمام الصفقة التجارية لن يكون الحماية بالتأكيد في حالة وجود تهديد أمني بالفعل.