العالم جهازٌ حاسوبي، مُعبَّأ بكميةٍ هائلة من البيانات. وبحلول عام 2020، سيكون بإمكان الشخص العادي إنتاج 1.5 جيجا بايت من البيانات يوميًا، وسينتج المنزل الذكي ما يُعادل 50 جيجا بايت، فضلًا عن إنتاج المدينة الذكية المُعدَّل الأكبر 250 بيتابايت من البيانات في اليوم. تُقدِّم هذه البيانات فرصةً هائلة للمُطورين –من خلال منحهم القدرة على التحكم، بينما تمنحهم أيضًا مسؤوليةً ضخمة. ولهذا السبب لم نستخِّف بعملنا، في صباح هذا اليوم في مؤتمر” Build”، في المساعدة على تزويد هؤلاء المُطورين بالأدوات والتوجيهات لتغيير العالم. وعلى المسرح في مدينة سياتل، كان المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا نادالا، يصف تلك النظرة الجديدة للعالم، الزاخر بالذكاء الاصطناعي الذي بإمكانه توفير رعايةٍ صحية أفضل، وتخفيف التحدِّيات حول الاحتياجات الإنسانية الأساسية، وخلق مجتمع أكثر شمولًا وانفتاحًا.
وتُعد المساعدة في خلق عالمٍ أفضل، وأكثر أمانًا وعدلًا مسؤوليةً تُؤخذ على محمل الجدِّ في مايكروسوفت. لطالما التزمنا على الدوام بالنهج الأخلاقي واستخدام التكنولوجيا. وباعتبار الذكاء الاصطناعي تقنيةً تتغلغل في حياتنا على نحوٍ مُطرد، أصبح التزام مايكروسوفت بالنهوض بالصالح الإنساني أكبر من أي وقتٍ مضى. واليوم، نُعلن عن خاصية إمكانية الوصول المُدمجة بالذكاء الاصطناعي ” AI for Accessibility”، وهو برنامجٌ تكلفته 25 مليون دولارًا استغرق 5 سنواتٍ ويهدف إلى تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لزيادة القدرة البشرية لما يفوق مليار شخص حول العالم من ذوي الإعاقات. الميزة الجديدة هي دعوةٌ إلى العمل للمطورين، والمُنظمات غير الحكومية، والأكاديميين، والباحثين والمُخترعين لتسريع عملهم فيما يخص الأشخاص ذوي الإعاقات، مع التركيز على ثلاث نقاط: التوظيف، الاتصال البشري، والحياة الحديثة. ويتضمَّن هذا مُساعداتٍ، وتقنياتٍ، وخبرات ذكاء اصطناعي لتسريع تطوير حلول الذكاء الاصطناعي وإمكانية الوصول، والاستفادة من التطورات الأخيرة في خدمات مايكروسوفت التعريفية ” Azure Cognitive Services” لمساعدة المُطورين على إنشاء تطبيقاتٍ ذكية بإمكانها تمكين هؤلاء الأشخاص ممَّن يُعانون من إعاقاتٍ سمعية، وبصرية، وغيرها. وتُعد ميزاتٍ مثل التحويل الفوري من الكلام إلى نص، وخدمات التعرُّف البصري، وخاصية النصوص التنبؤية أمثلةً قليلة فقط. وبالفعل شهدنا هذا التأثير من خلال إطلاق تطبيق ” Seeing AI”، وتطبيق ” alt-text” واللذان يُمكنان الأشخاص فاقدي البصر أو ضعاف البصر؛ وكذلك تطبيق Helpicto والذي يُساعد الأشخاص المُصابون بالتوحد.
وبافتراض أنَّ الذكاء الاصطناعي هو القلب الذي يُشكِّل الأساس في كيفية النهوض بالمجتمع، فإنَّ الحوسبة السحابية ومنصَّة Edge الذكية هما العمود الفقري لها. وفي السنوات العشر القادمة، سيجري توصيل مليارات الأجهزة المُستخدمة بصورةٍ يومية –الأجهزة الذكية التي بإمكانها أن ترى، وتسمع، وتُحلل، وتتوقع وتقوم بمزيدٍ من المهام، بدون الاعتماد على السحابة الإلكترونية 24 ساعة على مدار الأسبوع; هذه هي منصَّة Edge الذكية، الواجهة بين الحاسوب والعالم الحقيقي. حيث تأخذ Edge الشبكة والذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية معًا لجمع المعلومات الجديدة وفهمها، وبالأخص في المواقف التي تُشكِّل خطرًا كبيرًا على البشر أو تتطلَّب أساليب جديدة للتعامل معها وحلها-سواء كانت ظاهرةً أو ضمن عمليات التشغيل.
نمنح اليوم المطورينَ الأدوات والتوجيهات لإنشاء هذه الإمكانيات؛ على سبيل المثال، نجعل الأمر أسهل لإنشاء تطبيقاتٍ عبر Edge من خلال خدمة Azure IoT Edge Runtime مفتوحة المصدر، ما يسمح للعملاء بتعديل وقت التشغيل وتطويع التطبيقات، كما نُقدِّم للمُطورين خدمة Custom Vision –الخدمة التعريفية الأولى -لإنشاء تطبيقاتٍ تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بإمكانها الترجمة الشفهية، والاستمتاع، والتحدث، والرؤية لأجهزة edge. أضف إلى هذا أنَّنا نقوم بعقد شراكاتٍ مع كلٍ من شركة “دي جي آي” وشركة “كوالكوم”؛ إذ ستتعاون مايكروسوفت مع “دي جي آي”، الشركة الرائدة في تصنيع طائرات بدون طيار في العالم، لتطوير حلولٍ للطائرات التجارية، بحيث يتمكَّن المُطورون في القطاعات الحيوية الرئيسية مثل الزراعة، والبناء، والسلامة العامة من بناء حلولٍ مُغيِّرة للحياة، مثل التطبيقات التي بإمكانها مساعدة المُزارعين في إنتاج المزيد من المحاصيل. وبالنسبة لشركة كوالكوم للتقنيات، فقد أعلنَّا عن جهودٍ مُشتركة لخلق أدواتٍ تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لدمجها مع تكنولوجيا Azure IOT Edge، لحلول أجهزة إنترنت الأشياء المُرتبطة بالكاميرا. يمكن للكاميرا تشغيل خدمات Azure المُتطورة مثل التعلُّم الآلي، والخدمات المعرفية (الإدراكية)، والتي يمكن تنزيلها من متجر Azure وتشغيلها موضعيًا على منصة edge. وتتضمَّن التطورات الأخرى مُعاينة مشروع التذبذب العصبي ” Brainwave”، وهو بنية لمعالجة الشبكة العصبية الاصطناعية العميقة، والمتاحة الآن في متجر Azure. يجعل هذا المشروع من خدمة Azure السحابة الإلكترونية الأسرع لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي الفوري الآن.
كما أطلقنا أيضًا التحديثات الجديدة لخدمات مايكروسوفت التعريفية Azure Cognitive، مثل خدمة الكلام المُوَّحد والتي تُسهل للمطورين إضافة خاصية تمييز الكلام، وتحويل النص إلى كلام منطوق، وإضافة نماذج صوتٍ مُخصَّصة، فضلًا عن الترجمة، إلى تطبيقاتهم. وعلاوةً على ذلك، فنحن نصنع من خدمة Azure السحابية المكان الأفضل لتطوير تجارب الذكاء الاصطناعي التحادثي ممتزجاً مع أي أداة. وستعمل التحديثات الجديدة لخدمة Bot Framework، مقترنةً بخدماتنا التعريفية الجديدة، على الجيل القادم من الروبوتات (البرامج) التحادثية لتمكين خوض حواراتٍ أكثر ثراءً، وشخصية كاملة وتخصيص الصوت ليُلائم هوية العلامة التجارية للشركة.
كان هذا قبل 8 أعوامٍ حين طرحنا جهاز Kinect، والذي كان يُعد أول جهاز يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي في المحادثة، والتحديق والرؤية. وبعدها ارتقينا بهذه التقنية من خلال نظارات HoloLens. ولطالما رأينا مُطورين يقومون بإنشاء حلول تحويلية عبر مختلف الصناعات، بدءًا من الأمن والحماية، وصولًا للتصنيع، وانتهاءً بالرعاية الصحية وغيرها. ومع تطور تقنية أجهزة الاستشعار، شهدنا إمكانيات مُذهلة لدمج هذه المُستشعرات مع قدرة خدمات Azure المُقترنة بالذكاء الاصطناعي، مثل التعلم الآلي، والخدمات المعرفية، وخدمة IoT Edge.
واليوم، نشعر بالحماس للإعلان عن بادرةٍ جديدة، مشروع كنيكت الخاص بخدمة Azure- وهو عبارة عن حزمةً من أجهزة الاستشعار من مايكروسوفت والتي تحتوي على الكاميرا خاصتنا الفريدة من نوعها، مع جهاز حاسوب، في داخل عنصر صغير لكفاءة الطاقة، مُصمَّم للدمج مع تقنية الذكاء الاصطناعي الحوسبية. تجلب تكنولوجيا Project Kinect for Azure تلك التقنية الرائدة في مجال المُعدِّات الحاسوبية مع خدمة Azure المزودة بالذكاء الاصطناعي لتمكين المُطورين من خلال استخدام أساليب جديدة للعمل مع الذكاء المُحيط. وبصورةٍ مماثلة، فأدوات Devices SDK المُعلن عنها اليوم تنقل معالجةً صوتية شاملة من مصادر مُتعددة القنوات للحصول على إملاء نصوص أكثر دقة، يتضمَّن إلغاء الضوضاء، وميزة far-field voice والمزيد. وباستخدام تلك الأدوات يتمكَّن المطورون من إنشاء مجموعة متنوعة من الأساليب المُستندة إلى الصوت، مثل خدمة طلبات السيارة drive-thru، والخدمات المساعدة داخل السيارة أو المنزل، ومكبرات الصوت الذكية، وأجهزة المساعد الصوتي الأخرى.
هذا العصر الجديد من التكنولوجيا زاخرٌ أيضًا بتقنية الواقع المُختلط، والتي تفتح إمكانيات جديدة في مساحة العمل. أعلنَّا اليوم عن اثنين من التطبيقات الجديدة من شأنهما المُساعدة في تمكين العاملين المُتنقلين Firstline –أول عاملين يتفاعلون مع العملاء ومشاكل الفرز: أداة Microsoft Remote، Microsoft Layout؛ إذ تُمكن ميزة Microsoft Remote Assist المشاركة عن بُعدٍ عبر إجراء مكالمات فيديو بدون استخدام اليدين، ما يسمح للعاملين المتنقلين بمشاركة ما يشهدونه مع أي مُختص في قائمة جهات الاتصال الخاصة بفريق مايكروسوفت، بينما هم مستمرون في حل المشكلات التي تواجههم في العمل وإنجاز المهام معًا، وبصورة أسرع. وعلى نفس المنوال، تُتيح لوحة مفاتيح Microsoft Layout للعاملين تصميم مساحاتٍ في سياقٍ مع الواقع الافتراضي، باستخدام نماذج ثلاثية الأبعاد لإنشاء تخطيطات داخلية بالصور المُجسمة أو “الهولوجرام”.
سواءً كان الهدف هو خلق عالمٍ أكثر شمولًا وانفتاحًا، أو حل المشكلات التي اجتاحت البشرية، أو المساعدة في تحسين الطريقة التي نعيش ونعمل من خلالها، فالمطورون يلعبون دورًا رائدًا. وكما تُظهِر الأفكار والحلول الجديدة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي ومنصة edge الذكية، ستواصل مايكروسوفت دفع المُطورين ومنحهم الأدوات والخدمات السحابية التي تُمكِّن إنشاء تلك الحلول الجديدة لحل المشكلات الحقيقية. بشكلٍ عام، نحن شركة تستند إلى المُطورين وتواصل الاستثمار في المبرمجين، ومنحهم مساحةً حرة لحل المشكلات.