في السنوات الأخيرة أدعى البعض أن تقنيات كاميرات الهواتف الذكية ستصبح جيدة لدرجة أن تُغني عن استخدام الكاميرا بدون مرايا أو كاميرات DSLR؛ حيث تطورت تقنيات كاميرات الهواتف بسرعة فائقة في السنوات الأخيرة، وإذا استمرت التطورات على نفس النحو ففي خلال سنوات قليلة يمكن أن تكون كاميرات الهواتف قادرة على إنتاج صور مماثلة للتي تُنتجها الكاميرات عالية الجودة اليوم، بالإضافة لميزات ووظائف عديدة.
إلا أنه على الصعيد الآخر فأن تكنولوجيا مستشعرات الكاميرات ستتطور أيضًا في السنوات القادمة بشكل كبير، لذا فحتى إذا أصبحت الهواتف قادرة على الحصول على جودة الصورة التي يمكن أن توفرها كاميرا DSLR كاملة الإطار اليوم فمع الوقت ستتطور مستشعرات الكاميرات الاحترافية أيضًا، ما يعني أن الأمر نسبي.
مع تطور التكنولوجيا تزيد توقعاتنا أيضًا، ما يعني أنه في حال اعتدت على الحصول على مستوى عالي من جودة من الكاميرا فستعتبر أن كاميرا هاتفك أقل من المستوى الطبيعي.
وقد ساهمت الهواتف الذكية في التأثير سلبًا على سوق الكاميرات المدمجة التقليدية؛ بسبب وجود الهواتف دائمًا في متناول اليد بالإضافة لتقديم هذه الهواتف لجودة صورة تنافس الكاميرا المدمجة، ما يعني شراء عدد أقل من الأشخاص لهذا النوع من الكاميرات.
إلا أن الكاميرات التي يمكن استخدامها تحت الماء، في درجات الحرارة القصوى والتي تتحمل السقوط والظروف الصعبة هي استثناء لأنها تقدم شيء فريد. أيضًا فأن الكاميرات المدمجة الرائدة تتميز بمستشعرات أكبر، وأدوات التحكم وإعدادات موجودة في كاميرا DSLR أو الكاميرا بلا مرايا.
أما كاميرات DSLR والكاميرات بدون مرايا فتقدم جودة صورة أفضل بكثير من أفضل الهواتف الذكية، بالإضافة إلى وجود خيار العدسات القابلة للتبديل عالية الجودة والتي تُتيح إمكانية التصوير بشتى الطرق مثل إعدادات أولية سريعة لعمق المجال في صور البورتريه وصور حية ثابتة، زاوية واسعة جدًا لصور المناظر الطبيعية Landscape، الصور المقربة للأحداث الرياضية وتصوير macro للقطات مُقربة جدًا.
أصبح بإمكان العديد من الهواتف المحمولة الآن تصوير الملفات الخام وملفات JPEG، ما يمنحك قدرة أكبر في تحرير الصورة، بما في ذلك التحسينات مثل تقليل التشويش. وحين استخدام هذه الكاميرات مع تطبيقات مثل Lightroom CC سيمكنك إنتاج صور رائعة للويب، أو طباعتها بحجم صغير 7×5 بوصة أو 10×8 بوصة. أيضًا فأن تطبيق Lightroom CC يتيح لك التقاط صور بدقة HDR بصيغة ملفات DNG خام؛ هذا بالإضافة لأدوات تحرير قوية والتي تشمل أدوات تعديل محلية باستخدام التحكم اللمسي في حال امتلاك اشتراك خدمة Creative Cloud السحابية ومزايا عديدة أخرى.
ويبقى التساؤل ما إذا كانت جودة صورة الهاتف أقل من جودة كاميرات DSLR والكاميرات بدون مرايا؛ فالأمر يتعلق بتوقعاتك لجودة الصورة، ومدى التحكم في الإعدادات مثل إعدادات التعرض واختيار العدسة التي تحتاج إليها وما ستفعله باستخدام صورك بمجرد التقاطها.
ويتعامل بعض الأشخاص مع الهاتف الذكي كالكاميرات المدمجة التي اعتادوا استخدامها؛ لكن بالنسبة لآخرين فهو فقط جهاز للقاط البسيطة مُكمل للكاميرا الرئيسية.
مقارنة جودة الصور
تم مقارنة لقطات من نفس الأماكن في نفس الوقت تم تصويرها بكاميرات الهواتف وكاميرات احترافية؛ حيث تم استخدام كاميرا نيكون D610 بعدسة 16-35mm وفلتر تدرج ND لزيادة التحكم بالتعرض عند الحاجة وهاتف سامسونج جالكسي S8 والذي يحتوي على واحدة من أفضل كاميرات الهواتف في السوق. وتم التقاط كل الصور باستخدام وضع HDR DNG بتطبيق Lightroom، وتم معالجتها بالتطبيق.
- بحيرة Llynn Idwal
هذه اللقطة كانت الأكثر سطوعًا، واستطاع هاتف جالكسي S8 التعامل معها بشكل أفضل. كانت أهم المشكلات هي عدم قدرة الهاتف التصوير بسرعة أبطأ لفتحة الكاميرا لتشويش شكل المياه، والبعد البؤري الثابت الذي يبلغ 24 مم تقريبًا والذي أعطى مجال رؤية أضيق.
- منطقة Llyn Padarn
قام هاتف سامسونج بالتقاط صور جيدة جدًا في هذه اللقطة، وعلى الرغم من أن جودة الصور جاءت أقل من كاميرا DSLR، ووقت التعرض الأقصر ساهم في عدم ظهور المياه بشكل ممهد إلا أن الصور جيدة بالنسبة للمستشعر الصغير ومع تحكم محدود على إعدادات الكاميرا.
- منطقة Cwm Idwal
تم التقاط هذه الصور بعد غروب الشمس، ويبدو في الصور أن الماء متجمد في لقطة الهاتف وليست واضحة؛ لكن المشكلة الأكبر كانت المستوى العالي لتشويش اللون في بعض أجزاء الصورة وليس جميعها.
في جميع الصور اختبار حدود كاميرا جالكسي S8؛ حيث أن لأن مستويات الضوء لم تكن ساطعة جدًا، وكان أداء الهاتف الذكي استثنائي. من الواضح أن جودة الصور ليست جيدة جدًا مثل كاميرات DSLR لكن الأمر كان متوقع، وبدون تركيب الكاميرا على حامل ثلاثي صغير فإن خيارات استخدام سرعات مصراع أطول لخلط حركة الماء والسحب محدودة.
مستقبل تكنولوجيا الكاميرات
من المتوقع أن تكون التحسينات الكبيرة بالسنوات القادمة في تكنولوجيا الصور الثابتة بالكاميرات في مجال ISO والتحكم في التشويش، المدى الديناميكي HDR والدقة. وفي يوم ما ستكون الكاميرات قادرة على التقاط نطاق ديناميكي أوسع بكثير، ما قد يعني أن فلاتر التدرج ND ستصبح عتيقة؛ لأن الكاميرات سوف تكون قادرة على التقاط كل التفاصيل داخل المشهد بغض النظر عن مستوى التباين الموجود. ويمكن أن يكون التحكم في ضوضاء حساسية الضوء ISO المرتفعة فعالة جدًا بحيث تكون هذه الإعدادات قادرة على تقديم صور أنقى مما يمكن للإعدادات المنخفضة اليوم.
ومن الممكن أن نرى في يوم من الأيام مستشعرات تقوم بتغيير حساسية الضوء وتخرجها من جزء من المستشعر إلى آخر. ومن خلال التحكم في تقنية الشاشة اللمسية يمكن سحب فلتر التدرج على الجزء المرغوب من الإطار، بنفس الطريقة التي تستخدم بها أداة فلتر التدرج في تطبيق Lightroom Mobile.
وقد تشمل التطويرات المستقبلية إعدادات حساسية ضوء أقل ما سُيقلل الحاجة لفلاتر ND. أغلب الكاميرات توفر حساسية ضوء 100، وبعض الكاميرات الرائدة تقدم حساسية ضوء 50.
ويبدو مستقبل تقنيات الكاميرات واعد، سواء للكاميرات التقليدية أو لكاميرات الهواتف، ومن المتوقع أن يكون هناك العديد من التحسينات المستقبلية.
كلما كانت جودة الصورة أفضل بالهاتف وكلما تحسنت أدوات التحكم وتطبيقات بالتحرير أصبح من الأسهل التقاط أفضل الصور الممكنة. وعلى الرغم من أن الهواتف الذكية لن تحل محل الكاميرات إلا أنها ستظل أدوات قوية يمكنك حملها في جميع الأوقات لاستخدامها كخيار صغير للتصوير مُكمل للجودة والتحكم الذي توفره كاميرا DSLR أو الكاميرات بدون مرايا.