صرح بعض الأشخاص المطلعون على الصفقة المحتملة أن عملاق النفط السعودي أرامكو وشركة Google parent Alphabet وهما اثنين من أكبر الشركات في العالم، يجريان محادثات حول بناء مركز تكنولوجيا كبير داخل المملكة السعودية.
وكجزء من المشروع المشترك المحتمل، ستساعد شركة جوجل Alphabet شركة النفط السعودية أرامكو، على بناء مراكز بيانات حول المملكة العربية السعودية، وليس من الواضح تحديدًا ما هي تلك البيانات التي ستستضيفها المراكز.
وقال الأشخاص المطلعون على الصفقة إن الرؤساء التنفيذيين في أرامكو و Alphabetكانوا في محادثات لعدة أشهر حول ذلك المشروع المشترك، واشاروا الى أن المباحثات شملت الرئيس التنفيذي لشركة Alphabet “لاري بيدج” والتي تم تشجيعها من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يريد جلب المزيد من الخبرات التقنية الى المملكة، وكان الامير محمد يقود خطط المملكة للاستحواذ على شركة ارامكو، وقال أحد الأشخاص إن حجم المشروع المشترك المحتمل غير واضح، على الرغم من أنه قد يكون كبيرًا بما فيه الكفاية ليصبح مدرجًا في البورصة السعودية.
ومن شأن هذا التعاون أن يساعد على تعزيز وتطوير قطاع التكنولوجيا في المملكة العربية السعودية، وهو هدف أشار إليه الأمير محمد باعتباره جزء أساسي من خطته المعروفة باسم رؤية السعودية 2030، من أجل تطوير المملكة استعدادًا لمرحلة ما بعد نفاذ النفط التي تعتمد عليه.
شركة جوجل Alphabet التي تقوم بمنافسة كل من أمازون ومايكروسوفت في مجال تأجير الطاقة الحاسوبية والتخزين عبر الإنترنت، ويعد مشروعها المشترك مع شركة أرامكو بمثابة موطئ قدم رئيسي لها في المملكة العربية السعودية لتطوير قطاع التكنولوجيا، ومن المعروف أنه الشركات الثلاث ليس لديهم مناطق ضخمن للبيانات في المجال الصناعي في المنطقة، على الرغم من أن أمازون تخطط لفتح واحدة في البحرين وأعلنت ميكروسوفت أنها ستفتح اثنين من مراكز البيانات في جنوب أفريقيا هذا العام.
كما أن أمازون على وشك الانتهاء من صفقة بقيمة مليار دولار لبناء ثلاثة مراكز بيانات في المملكة العربية السعودية، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن هذه الصفقة خلال رحلة إلى الولايات المتحدة من قبل الأمير محمد في وقت مبكر من هذا العام.
ومن المحتمل أن تساعد مناطق مراكز البيانات في المملكة العربية السعودية جوجل على تحقيق النجاح في الأعمال التجارية لعملاء صناعة النفط الذين يتطلعون إلى تحويل عمليات الحوسبة إلى خدمات التخزين السحابي، ويمكن أن تصل تكاليف هذه المراكز إلى مئات الملايين من الدولارات.
ومعظم البيانات الخاصة بالشرق الأوسط يتم نقلها من أوروبا، والتي يتم الوصول إليها عبر كابلات تحت سطح البحر لمسافات طويلة، وذلك وفقًا لشخص مطلع على محادثات جوجل وأرامكو، ومن شأن خوادم البيانات المحلية – التي ستخزن المحتوى والذاكرة المخزنة مؤقتًا لبيانات الملاحة الشخصية أو محتوى الوسائط الاجتماعية – أن تسرع الوصول والنفاذ وتساعد البلد على أن تكون أكثر قدرة على المنافسة في الاقتصاد الرقمي.
كانت شركة Alphabet وغيرها من الشركات العملاقة الرقمية مترددة في إنشاء مراكز بيانات في الشرق الأوسط وأفريقيا ومعظم دول آسيا بسبب مخاوف حماية البيانات، على عكس الولايات المتحدة، فإن الشرطة عمومًا لا تحتاج إلى أمر محكمة للوصول إلى البيانات الخاصة.
ويقول خبراء الإنترنت إن الافتقار إلى الحماية لمستخدمي البيانات عبر الإنترنت في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى لا يزال يشكل عقبة أمام قيام شركات الإنترنت العملاقة الأمريكية بتخزين كميات كبيرة من البيانات.
إن أرامكو تعتبر في منتصف التخطيط لطرح عام أولي والذي طلبته الحكومة لهذا العام، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان سيتم إنجاز الأمر في ذلك الإطار الزمني، وقال الأمير محمد أن العائدات من العرض العام الأولي ستستخدم للاستثمار خارج صناعة النفط.
ومنذ أن أعلن الأمير محمد بن سلمان خطة طرح الأسهم والتي تقدر بـ 2 تريليون دولار للتقييم الكلي للشركة في أوائل عام 2016، علّق مستشاري الاتفاق أنه حتى مع انتعاش أسعار النفط، فإن المستثمرين سوف يكافحون من أجل قيمة الشركة التي تتجاوز 1.5 تريليون دولار.