هناك سوء فهم شائع أنه إذا توقفت شركة عن بيع منتج ما، فهذا يعني ان المنتج قد فشل.
فمثلاً، انخفضت مبيعات آيفون على مدار العام السابق، وظن العديد من الناس ان شركة أبل قد فشلت وسبب ذلك هو ان هاتف آيفون X كان سعره عالي حيث يعتبر الكثيرون أن 1000 دولار سعر باهظ الثمن بالنسبة لهاتف محمول.
ولكن هذه الادعاءات ابعد ما تكون عن الحقيقة، حيث أن أبل لا تحتاج إلى بيع العديد من أجهزة آيفون بأسعار قليلة من أجل الاستمرار في تحطيم الأرقام القياسية للإيرادات وإيقاف جميع المنافسات.
بالإضافة إلى أن أبل تبيع أجهزة وخدمات إضافية إلى جانب الآيفون مثل ساعة أبل وجهاز AirPod وجهاز HomePod وiCloud وApple Music وغيرهم. فهذا يعني ان استراتيجية أبل لا تنحصر فقط في بيع العديد من أجهزة الآيفون بل لتأمين المستخدمين في نظامها الإيكولوجي المتنامي.
كان هناك عدة طرق بالنسبة لأبل لبيع العديد من أجهزة الآيفون في الربع الأخير، فمثلاً، كان من الممكن ان تعرض خيارات اقل. حيث كان أحد أفضل الأشياء حول شراء هاتف الآيفون هو سهولة اختيار أفضل نسخة للهاتف، فكانت أبل تصدر هاتف آيفون واحد في العام، مما يجعل الاختيار أمر سهل بالنسبة للمشترين. ولكن في الخريف الماضي، قامت أبل بفعل شيء غير عادي وهو اصدار 3 هواتف آيفون مختلفين (آيفون 8 وآيفون 8 بلس وآيفون X) مما أصبح الاختيار أكثر تعقيدا.
وكان جهاز آيفون 8 و8 بلس جهازين ممتازين حيث كان يعمل كل منهم بنفس المعالج القوي (A11 Bionic) ونفس دقة الكاميرا (12 ميجا بكسل) ولكن قامت أبل فجأة بإهمال هذين الجهازين ودفع الناس إلى شراء جهاز آيفون X وإغراءهم بجميع ميزاته الجديدة مثل الشاشة وخدمات Animoji وFaceID وغيرهم.
من الواضح انه كان هناك أسباب نحو إصدار أبل لآيفون 8 و8 بلس، وهو الوصول لسعر منخفض وتجنب عجز إمكانيات OLED في هاتف آيفون X وتجنب انخفاض المبيعات من قبل المستخدمين الذين ينتظرون هاتف آيفون X. دليلاً آخر بأن أبل كان بإمكانها بيع العديد من أجهزة الآيفون هو من أجل بيع آيفون X بسعر اقل.
يعتبر سوق الهواتف الذكية متشبع بالعديد من الخيارات العديدة بأسعار معقولة، فبإمكانك شراء هاتف ذكي رائع ب 150/200 دولار فقط مثل مجموعة Motorola G فهي مجموعة رائعة بأسعار معقولة، أو هاتف OnePlus 5T بسعر 500 دولار. وطبعاً يأتي مع التشبع انخفاض، حيث انخفضت شحنات الهواتف الذكية العالمية بنسبة 6.3٪ في الربع الرابع من عام 2017 وفقا ل IDC. ومع ذلك، لا توفر أي من هذه الهواتف ما توفره شركة أبل في هواتفها، وهذا ما يميز أبل بمعني أنه يمكن تعويض مبيعات آيفون مع إيرادات الأجهزة والخدمات التكميلية.
يعتبر رضا العملاء هو ما يدفع مستخدمي آيفون لشراء Airpods وساعات أبل، بالإضافة إلى اشتراكات Apple Music او iCloud.
فكانت خطة أبل هي دفع المشترون إلى شراء أجهزة آخري بدلاً من اصدار العديد من أجهزة الآيفون. وقد نجحت خطتهم حيث قالت Cook أن سلسلة ساعات أبل الثالثة أفضل بكثير من سلسة ساعات أبل الثانية التي تم إصدارها منذ عام. فمن الصعب أن نتصور أن ساعات أبل ستفعل ذلك إن لم تكن الناس سعيدة بشراء آيفون، حيث أن ساعات أبل تعمل فقط مع هاتف آيفون، فإذا كانت تكره الناس الآيفون، لما تشتري ساعات أبل؟
وينطبق الشيء نفسه على أجهزة AirPods وتلفاز أبل وسماعات Beats وغيرهم، حيث ارتفعت فئة أبل بنسبة 36% على أساس سنوي وبلغت 5.5 مليار دولار. وكذلك مع خدمات أبل مثل مشتريات آيكلود ومتجر التطبيقات التي ارتفعت بنسبة 18% مقارنة بالعام الماضي.
ستظل أبل في الاستمرار لبيع الكثير من أجهزة آيفون، ولكن ليس بشكل كبير كما كانت تفعل، فهنالك العديد من الناس التي ترغب ان تشتري هاتف آيفون أحدث بالإضافة إلى مستخدمين أندرويد الذين يرغبون في التبديل. فهناك الكثير من الطرق لكي تنمو مبيعات آيفون.
وهذا ما تفعله سامسونج الآن مع أجهزة جالكسي وGear VR وساعات Gear الذكية وسماعات Gear IconX، والأمر نفسه تفعله جوجل مع Pixel وPixel Buds.