على الرغم من أن متجر تطبيقات جوجل يحتوي على نظام قوي لمكافحة الفيروسات إلا أنه فيما يبدو أن هناك موجة جديدة من التطبيقات الخبيثة تمكنت من اختراق النظام؛ حيث اكتشف فريق الحماية من الغش في شركة eZanga مئات التطبيقات المثبتة على هواتف أندرويد حول العالم والتي تقوم بتوليد إيرادات لإعلانات مزورة، ووفقًا للشركة فأن أكثر من 300 تطبيق في متجر التطبيقات يمكن أن تؤدي لفقد حوالي 6.5 مليار دولار من إيرادات الإعلانات هذا العام.
وكانت هذه المشكلة قد تم اكتشافها عندما تم العثور على محاولات للنقر على إعلانات في عدد من التطبيقات المثبتة من متجر بلاي ستور بعد مراقبة اثنين من تطبيقات الخلفيات وهما تطبيق Lovely Rose وتطبيق Oriental Beauty، وخلال فترة 24 ساعة وُجد أن التطبيق قد طلب إجمالي 3061 إعلان أثناء وجود الهاتف في وضع السكون وتم تأكيد 169 نقره ناجحة.
ومنذ يوم 16 يونيو اكتشفت الشركة 317 من هذه التطبيقات على متجر تطبيقات جوجل، وهناك 1300 تطبيق خبيث آخر من مصادر أخرى. وحسب مصادر فأن النقرة الواحدة تُكلف 0.015 دولار في التطبيقات المفعلة، مما قد يٌكلف المُعلنين ما بين 62000-214000 دولار في اليوم. وتقدر eZanga أن هذه التطبيقات قد تم تثبيتها ما بين 4.1 و14.2 مليون مرة حتى الآن، وتطبيق Clone Camera هو الأكثر شعبييه من بينها حيث تم تثبيته حوالي مليون مرة.
وحدد البحث عدد من مطوري متجر تطبيقات جوجل الذين يطلقون تطبيقات متعددة بنفس الخصائص، ومن هؤلاء المطورين Attunable، Classywall، Waterflo, X Soft وغيرهم.
ومن الغريب أن نجد تطبيق مثل تطبيق ES File Explorer/Manager PRO يتبع نفس السلوك، إلا أن eZanga صرحت أن البرمجيات الخبيثة موجودة فقط في نسخة كراك من ملف APK وليس النسخة الأصلية التي يتم شراءها من متجر جوجل.
أضرار هذه التطبيقات الخبيثة
هذه التطبيقات الإعلانية تستهدف استخدام الجهاز المُضيف لتوليد أرباح إعلانات للشركة الأم؛ فهذه التطبيقات تعرض إعلانات وتتظاهر بأن مستخدم التطبيق قام بالنقر عليها حتى عندما يكون الهاتف في وضع السكون، وهذا يولد كمية صغيرة من عائدات الإعلانات لمطور التطبيق بدون أن يكون هناك أي شخص حقيقي قد شاهد أو نقر على الإعلان وهذا بدوره يؤدي لتجميع أرباح كبيرة على مدار الأيام.
حتى الآن فأنه يتم تحميل هذا النوع من التطبيقات الخبيثة في الغالب كخلفيات حية وغيرها من التطبيقات التجميلية المجانية التي يقوم المستخدم بتثبيتها ونسيانها، وهذه التطبيقات امتدت الآن لتطبيقات الكاميرا ومتصفحات الويب.
هذه التطبيقات خبيثة بشكل خاص حيث أنها لا تمثل أي مشاكل واضحة للمُستخدم، حيث لن يفاجأ بكم من الإعلانات المتطفلة أو تحميل تطبيقات جديدة تلقائيًا على الجهاز أو أي أثر آخر واضح للمستخدم، مما يُبقيها غير واضحة لتقوم بتوليد أرباح للمطور.
ومع ذلك فهذه التطبيقات لها بعض المشاكل الخطيرة سواء بالنسبة للمستخدمين أو لمطوري التطبيقات الأخرى والمعلنين؛ فبالنسبة للمستخدمين فأن هذه التطبيقات تستنزف البطاريات بشكل أسرع وتستهلك البيانات حتى في حين وجود الهاتف في وضع السكون، ويمكن للمستخدمين أيضًا أن يبدأوا في رؤية الاعلانات عبر مختلف الخدمات المجانية التي لا تتعلق بتفضيلاتهم الشخصية.
وعلاوة على ذلك فإن هذه التطبيقات هي نوع من البرامج الضارة، وليس هناك أي أخبار إذا كانت ستصبح أكثر عدوانية في المستقبل، أو ما إذا كان من المحتمل بيع المعلومات التي قام التطبيق بجمعها.
وبالنسبة للصناعة فإن هذا الاتجاه يهدد بتقويض فائدة الإعلانات ومردوديتها للمُعلنين، وبالنسبة للشركات التي تتطلع إلى بيع المنتجات يتم تحويل ميزانيات الإعلانات إلى حسابات مزورة مما يجعل الإعلانات ذات المغزى أكثر تكلفة. هذا بالإضافة إلى تشويه الملامح الإعلانية مما يجعل كفاءة استهداف الإعلانات أكثر صعوبة، مما يرفع تكاليف الوصول إلى الجمهور المستهدف.
عائدات الإعلانات لكل نقرة تتراجع باستمرار وقد تنخفض أكثر من ذلك، مما سيكون له تأثير كبير على إيرادات عدد من الخدمات والتطبيقات المجانية. هذا بدوره يثني المطورين عن تطوير المزيد من التطبيقات والمنتجات التي من شأنها أن تعتمد على عائدات الإعلانات، مما يجعل متجر بجوجل للتطبيقات مكان أقل حيوية.
وقد صرحت eZanga أنها ستُبلغ جوجل بهذه المشكلة على الفور، لذا نأمل أن تتمكن الشركة من الوصول لحل لهذه المشكلة قبل أن تنتشر أكثر.