تحدث “ريتشارد يو”، المدير التنفيذي لشركة هواوي، في حدث الشركة الذي تم إقامته في المؤتمر العالمي للهواتف، عن الصور التي تم التقاطها عبر وضع بورتريه Portrait بأسلوب كاميرا Leica الموجودة في هاتف هواوي P10. حيث قامت الشركة بإضافة وضع البورتريه Portrait في كاميرات هواتفها بعد أن بدأت الشراكة مع شركة لايكا المتخصصة في إنتاج الكاميرات العام الماضي.
ويتشابه هاتف P10 مع آيفون 7 بلس من حيث استخدامه لعدد من البرمجيات المخصصة بالإضافة إلى خيار الكاميرا المزدوجة لمحاكاة عمق المجال المنخفض والذي يحتاج لمعدات باهظة للوصول إلى هذه اللقطات. ومن المتوقع أن هذه التقنيات ستُحدث طفرة كبيرة في عالم التصوير، ولكن تطبيق شركة آبل وشركة هواوي للتقنية مختلف ولكلٍ مزاياه وعيوبه.
يحتوي هاتف P10 على مستشعرين للكاميرا في الجزء الخلفي، الأول بدقة 12 ميجابيكسل بفلتر ألوان تقليدي، والآخر 20 ميجابيكسل لالتقاط صور أحادية اللون فقط، وكلاهما يأتي بفتحة عدسة f/2.2.
وتعمل الكاميرتان معًا لإنتاج صورة بتفاصيل واضحة أكثر من المعتاد، ويتم استخدام المستشعر أحادي اللون لالتقاط المزيد من التفاصيل. وفي وضع بورتريه Portrait تخلق العدستان صورة ثلاثية الأبعاد من وجه الشخص، وتستخدمها لمعرفة المواقع التي يجب التركيز عليها في الصورة.
يعمل النظام في هاتف آيفون 7 بلس بنفس الطريقة ولكن إعدادات الكاميرا مختلفة، حيث أضافت شركة آبل عدسة 28 مليمتر بفتحة f/1.8 ومستشعر 12 ميجابيكسل للكاميرا الرئيسية، أما الكاميرا الثانوية فتأتي بعدسة 56 مليمتر بفتحة f/2.8. مما يعني أن الآيفون يمكنه التحول لعدسة أطول “ذات بعد بؤري كبير” لالتقاط تفاصيل أكثر للشخص الذي يلتقط الصورة على حساب القدرة على جمع وتركيز الإضاءة، ويتطلب وضع الصور الشخصية استخدام العدسة الأطول.
الصور التالية توضح الفرق بين الكاميرتين بدون أي تعديل.
في هذه الصور الخارجية تفوق هاتف آيفون 7 بلس (على اليسار) بشكل ملحوظ، حيث منح البعد البؤري الطويل للعدسة المقربة منظور أكثر وضوحًا، وإنتاج ألوان بشكل طبيعي أكثر من صورة هاتف هواوي المُشبعة.
ولكن هناك بعض التحديات التي تواجه الآيفون 7 بلس، فعلى الرغم من أنه يُعطي لقاطات بورتريه جيدة من الناحية التركيبية إلا أن سرعة الغالق البطيئة وعدم الاستقرار يجعل من الصعب التعريض في هاتف هواوي، أما هاتف P10 فيوفر خلفية أنقى وأكثر وضوحًا وأقرب إلى الطبيعة.
تم استخدام تقنيات مميزة لمعالجة الألوان في هاتف هواوي والتي تعمل بشكل مشابه لتقنية cross-processed film، في حين أن صور آيفون 7 بلس تبدو مسطحة، ويظهر التشويش في الخلفية واضحًا في صور الآيفون.
أما في الإضاءة الخافتة تظهر صور آيفون 7 بلس أفضل على الرغم من أن قلة الإضاءة تُعطي نتائج مشوشة إلى حدٍ ما، أما عدسة هاتف هواوي واسعة الزاوية فتقوم بالاقتراب من الشخص بشكل كبير مما يؤدي لعدم وضوح التفاصيل.
ويظهر الفرق بين الكاميرتين واضح في الصورة الليلية، حيث أن صور الآيفون (على اليسار) أفضل من الناحية التركيبية، ولكن هاتف P10 أفضل من الناحية التقنية بشكل ملحوظ ويُقدم تعريض، ألوان ووضوح خلفيات أفضل للصورة.
أيضًا فإن كاميرا الآيفون تأخذ وقت أطول لالتقاط الصور البورتريه في حال عدم وجود إضاءة كافية، مما قد يتطلب بعض التلاعب بالهاتف لالتقاط الصورة، لذا فكاميرا هاتف هواوي أفضل بكثير للاستخدام في الضوء الخافت.
على عكس هاتف P10 فإن وضع البورتريه بهاتف آيفون 7 بلس لا يحتوي على وضع مخصص لأحادية اللون. وعند استخدام فلتر Mono الموجود في تطبيق كاميرا الآيفون تصبح الصورة أفضل. صورة هاتف P10 (على اليمين) تبدو أكثر سلاسة، التشويش الناتج من استخدام الزاوية الواسعة بارز بشكل واضح، ولم تنجح الكاميرا في طمس الكثير من التفاصيل حول وجه الشخص الموجود في الصورة.
عدسة الآيفون الأطول تُظهر صورة المُستخدم بشكل جذاب، في حين أن المستشعر أحادي اللون كان ميزة إيجابية لقدرة العدسة الضعيفة على جمع الضوء. صور هواوي البورتريه Portrait أحادية اللون قد تحتوي على تفاصيل مُدهشة ومدى ديناميكي في الكثير من الأحيان.
ولكن هناك توقعات غير واقعية بشأن هاتف هواوي P10 والصور البورتريه “Portrait” بأسلوب كاميرا Leica، حيث أن العدسة ذو مقاس 27 مليمتر ليست مثالية للصور البورتريه حتى إذا تم وصلها بجهاز قياس المسافة Leica M rangefinder.
وضع بورتريه Portrait في آيفون 7 بلس يُقيدك بالتقاط صور في وجود إضاءة جيدة لتكون النتائج مذهلة، بالإضافة إلى أن قدرة الهاتف على تقريب الصورة بدون استخدام خاصية التقريب الرقمي هي ميزة مهمة. ولكن على الرغم من ذلك فإن وضع بورتريه Portrait على هواتف آبل أقل تنوعًا من هاتف هواوي، وغالبًا يكون أقل فائدة لأغلب الأشخاص، ولكن هذا لم يمنع كاميرا الآيفون من أن تكون الأكثر شهرة في العالم.
