يحظى عالم التكنولوجيا من وقت إلى أخر بالعديد من صفقات الاستحواذ، التي قد تمنح أحد الطرفين خبرات مميزة، أو تعطي دفعة للشركة لتحظى بإنطلاقة جديدة، والإستحواذ الذي كان مفاجئة معرض CES هذا العام هو من صناع الطائرة بدون طيار DJI التي استحوذت على حصة كبيرة من أسهم Hasselblad السويدية.
ولم يعلن أي من الطرفين رسميا عن تلك الخطوة بعد، ولكن مصادر مقربة منهما أكد على صحة التقرير الذي تم تسريبه حول الاستحواذ خلال CES، ولكن يبقى التساؤل لماذا قامت DJI التي تخصصت في إنتاج الكاميرات خفيفة الوزن، والمنخفضة الطاقة لطائرتها بدون طيار، بالتفكير في شراء حصة كبيرة من Hasselblad التي تشتهر بالكاميرات الكبيرة والثقيلة، والكاميرات المتوسطة؟.
وفقاً لما ذكر من مصادر قريبة من عملية الاستحواذ أن ما يجري يشبه إلى حد كبير ما حدث خلال عام 2010، عند مبادرة صناع Geely Motor الصينية بالاستحواذ على صناع السيارة السويدية Volvo، في الوقت الذي مرت فولفو بانخفاض في المبيعات ونقص الأرباح، وخاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج وتقادم علامتها التجارية.
وقد قامت Geely خلال هذا الوقت بتقديم الدعم المالي لشركة Volv، حيث تمكنت الشركة من ابتكار مركبات تنافس أشهر الماركات الألمانية، ومن ثم استطاعت فولفو أن تحقق أعلى مستويات في المبيعات والأرباح بعد مرور 6 سنوات على الصفقة.
وتمر شركة Hasselblad بالظروف ذاتها، حيث تختبر الشركة التي يقع مقرها الرئيسي في غوتنبرغ، أزمة مالية خلال السنوات الأخيرة مع رأس مال محدود، كما حاولت جاهدة أن تجد طريقها في عالم الهواتف الذكية، إلا أنها حتى الآن لم تستطيع تحقيق النجاح، ومن هنا يأتي دور DJI التي ترى أن الشركة يمكن أن تعيد مجدها السابق، إذا ما حظت بالدعم للانطلاق من جديد في نطاق أوسع.
ومن المرجح أن تقوم DJI بدعم Hasselblad مالياً وبالموارد الهندسية وخبرة التصنيع أيضاً، كما تعد الكاميرة X1-D هي أولى ثمار هذه الشراكة الجديدة، حيث تجلب جودة النموذج المتوسط من كاميرة Hasselblad إلى وحدة أكثر إحكاماً، وهي تعد مبهرة حقاً عند تجربتها.
ومن المتوقع أن تحصل شركة DJI الصينية من خلال هذه الشراكة على تعزيز الدمج بين القديم والحديث في مجال التصوير الاحترافي وكاميرات السينما حيث أن Hasselblad تعد العلامة التجارية المفضلة في هذا المجال، كما أنها تعطي للشركة الكثير من الخبرة في مجال البصريات وتكنولوجيا الرقاقات والبرمجيات.