أشارت الكثير من التوقعات في الفترة الأخيرة، إلى تحول عمالقة تصنيع الهاتف في العالم إلى اختيار منافذ USB C أو منفذ Lightning للسماعات لينتهي العمل بمنافذ 3.5 مم للسماعات في الهواتف الذكية، إلا أن هذا الاختيار لن يكون الأفضل للمستخدم في الوقت الراهن لما له من بعض الجوانب السلبية التي نستعرضها في السطور القادمة.
بدأت شركة Motorola تغيير مواصفات منفذ السماعات في الإصدارات الأخيرة التي تم الاعلان عنها مؤخراً من هواتف Moto Z وMoto Z Force الذكية ليكون لها السبق عن شركة ابل، للتحول إلى دعم السماعات من خلال منفذ USB C أو سماعات الوايرلس.
هذا ومن المتوقع أن تنتقل العديد من الشركات المصنعة للهواتف الذكية، لتصميم هواتف تدعم الشحن والسماعات من خلال منفذ واحد USB C، وهي أحد المواصفات التي تجد ترحيب من بعض المستخدمين، بينما يرى القطاع الأكبر أن هذا التغيير غير مطلوب في الوقت الراهن.
ويترتب على هذا التغيير الجديد الذي بدأت فيه شركة موتورولا في إصدارتها الجديدة من الهواتف الذكية، إلى حاجة المستخدم إلى محول لاستخدام السماعات المميزة بمقبس 3.5 مم، والتي ينتشر منها الملايين من المنتجات في الوقت الحالي، هذا كما سحتاج المواصفات الجديدة في منافذ السماعات إلى إهتمام المستخدم بشكل خاص بجودة المنتج الذي يقع عليه اختياره أيضاً.
وتأتي الهواتف الذكية غالباً مع DAC الذي يعمل على تحويل الإشارات الرقمية للصوتيات إلى المكبر الصوتي والميكروفون في صورة موجات صوتية وذلك عن طريق دعم amplifier الذي يعمل على تضخيم الصوتيات لتكون مسموعه، وهو ما يميز منافذ السماعات الخاصة بالهواتف الذكية و الأجهزة التي تحتوي على منافذ للسماعات بشكل عام.
وتختلف تقنية محولات DAC والأمبير المستخدمة من هاتف إلى أخر، لذا فإن تجربة الاستماع بإحدى السماعات على هاتف iPhone 6S ستختلف بالتأكيد عن استخدام السماعة ذاتها مع هاتف Galaxy S7، حيث يؤدي استخدام محولات DAC والأمبير خاص لكل هاتف إلى اختلاف الإشارات الصوتية التي تخرج عبر منفذ 3.5 مم.
وقد تطورت صناعة DAC وamp بشكل كبير في السنوات الأخيرة لإنتاج تجربة صوتية أكثر كفاءة، إلا إنها مازالت تختلف من إصدار إلى أخر في الهواتف الذكية، كما ستتغير من جديد بعد التحول الذي بدأت فيه الشركات المصنعة للهاتف، في التحول إلى USB C أو منافذ Lightning.
ويتغير وضع تقنية DAC وamp في هذا التحول، فعلى الرغم أن هذه المواصفات لن تختفي لدعم المكبرات الصوتية، إلا أنها ستكون من بين مكونات المحولات أو السماعات ذاتها، لذا يأتي هذا التغيير ليدعم الشركات المصنعة للسماعات، التي ستعمل على إنتاج سماعات بمواصفات جديدة تدعم هذا التغيير مع DACs.
وقد بدأت بالفعل بعض الشركات مثل شركة Audeze بدعم السماعات بتطبيق خاص على الهواتف الذكية، يتيح تخصيص DACs، DSPs وأيضاً amps لتجربة صوتية بأداء أفضل للمستخدم مع تحكم كامل، يقدم تجربة صوتية أكثر نقاء، مستوى صوتيات أعلى مما ينتجه هاتف iPhone، لذا ففي النهاية فإن السماعات الراقية الأعلى سعراً ستقدم هدفها للمستخدم بشكل دقيق.
لذا يمكن للكثير من الشركات المصنعة لسماعات DACS أن تحقق الاستفادة خلال الفترة القادمة من التحول إلى استخدام USB C للسماعات، لذا تشير التوقعات إلى تطور كبير في صناعة السماعات خلال الفترة القادمة، والتي لن تمثل مشكلة لمحبي الاستماع إلى الموسيقى، مع تجربة صوتيات نقية أكثر وبجودة أعلى.
لكن ما هو الجانب السلبي على التحول الجديد إلى استخدام منافذ USB C للسماعات والشحن؟
يمكن أن يحصل المستخدم على المزايا المختلفة في تجربة صوتيات نقنية وتحكم أكثر في مستوى وأداء الصوتيات مع منافذ USB C بشكل خاص مع السماعات ذات الستعير المرتفع التي تتوافق مع المواصفات الجديدة، لذا فإن السماعات التي تتراوح بين تسعير 30 إلى 100$ لن تكون الاختيار الأفضل لتحصل على التجربة الصوتية المنتظرة بعد هذا التحول.
لذا سيكون لدى المستخدم اختيارين في استخدام محولات ذات تكلفة منخفضة، أو اختيار سماعات USB C ذات كفاءة أقل وأداء غير جيد بالتأكيد، ويرجع ذلك إلى أن تقنية DAC وamp المستخدمة في السماعات التي تأتي بسعر 50$ لن تكون بكفاءة وجودة التقنية المستخدمة في سماعات يصل تسعيرها إلى 500$.
لذا سيكون على المستخدم في النهاية التحول من الإعتماد الكامل على الشركات المصنعة للهواتف الذكية في دعم تقنية مميزة ل DAC وamp، إلى الاعتماد على الشركات المصنعة للسماعات ذات التكلفة المنخفضة واختيارها للتقنية التي ستقدم لك من خلال السماعات.
أيضاً لن يعتمد المستخدم على اختيار أي سماعة دون التحقق من دعم تجربة صوتية جيدة، بالرغم من أن الشركات المصنعة لسماعات البلوتوث لديها بالفعل التقنية اللازمة لتحويل الاشارات الرقمية إلى موجات صوتية في إصدارتها من السماعات، إلا أنها ستعتمد على المستخدم في النهاية لاختيار سماعة analog headphones التي تتوافق مع احتياجاته.
هذا كما تأتي السماعات المميزة بمقبس USB C ذات التسعير المنخفض بجودة صوتيات منخفضة أيضاً، لذا ستحتاج إلى أن تحصل على سماعات بتسعير مرتفع إذا أردت الحصول على تجربة صوتية مميزة من سماعات USB C، لذا لا تتوقع أن استخدام سماعات JBL USB-C بأسعار 50، 75، 100$ ستقدم لك جودة في الصوتيات.
ومن المتوقع أن تتجه الشركات المصنعة للسماعات إلى رفع الأسعار لانتاج إصدارات منافسة من السماعات الرقمية، أو خفض جودة وأداء السماعات للحفاظ على الأرباح.
الجانب السلبي الأخر للتحول إلى منافذ USB C للسماعات، هو أن دمج تقنية DAC وamp في محتوى السماعات أو الموصلات الخاصة بها في بعض الإصدارات، سيؤدي بالضرورة إلى استنفاذ سريع لقدرة البطارية، وقد حرصت بعض الشركات مثل سامسونج، ابل وموتورولا على دعم مكونات الهواتف الذكية للحد من استنفاذ البطارية بشكل سريع، وذلك عن طريق الحد من إنتاج amplifier حتى لا يستهلك البطارية بشكل سريع، لذا فإن التحول لوضع هذه التقنية في السماعات سيؤدي إلى اهتمام مصنعي السماعات بشكل رئيسي إلى إنتاج صوتيات بجودة أفضل في السماعات دون النظر إلى استنفاذ البطارية بشكل سريع، وهو ما ظهر في بعض نماذج السماعات مثل Audeze EL-8 التي تعمل من خلال منفذ Lightning والتي أظهرت استهلاك سريع في التجربة مع هاتف iPhone.
أيضاً من بين الأسباب البالغة الأهمية والتي تؤثر سلبياً على تخلص صانعي الهاتف من منفذ3.5 مم، هو أن البديل لهذا التغيير لم يتم الانتهاء من تطويره حتى الأن، ففي الوقت الحالي مازالت شركة Intel على سبيل المثال تعمل على تطوير USB-C للصوتيات بمعايير جديدة يمكن أن تنتج صوتيات رقمية، هذا كما تعمل أيضاً على نظام لإنتاج صوتيات analog من خلال SBU، حيث لا يستخدم هذا النظام في الوقت الحالي في USB-C، إلا أن بعض السماعات التي تستخدم تقنية DAC وamp في الهاتف تعمل به الأن، لذا سيكون على شركة ابل التخلص من منفذ Lightning الذي يرتكز على USB 2.0 للاستفادة من تقنية انتل القادمة، وقد لجأت شركة ابل بالفعل إلى التخلص من المنافذ في بعض منتجاتها بغرض تطويرها في السابق.
من ناحية أخرى لا يمكن التأكيد إلى الأن على التقنية المستخدمة من موتورولا في هاتف Moto Z الذي يأتي مع محول للاقتران مع سماعة 3.5مم وUSB C، كما لم يتضح ما إذا كانت موتورولا تستخدم تقنية أنتل أو قامت بدمج تقنية DAC وamp بطريقة ما في محول هاتف Moto Z.
لذا فإن عدم الانتهاء من تطوير صناعة USB C، يجعل من هذا التحول في الهواتف الذكية مشكلة قبل استقرار وتطوير هذه التقنية بشكل كامل بمعايير محددة، لذا سيكون لدى شركة ابل مشكلة في الاختيار بين التغيير إلى صناعة جديدة غير مستقرة أو الاستمرار بالتقنية المستخدمة في الوقت الحالي لإنتاج الصوتيات.