استحوذت شركة مايكروسوفت على أكثر من شركة خلال الأربع سنوات السابقة، والتي شملت نوكيا، Skype، وهي صفقات استحواذ لم تؤتي الكثير من الثمار، واليوم قامت الشركة بإتمام استحواذ جديد على Linkedin فما هي خطط مايكروسوفت بعد عملية الاستحواذ الأخيرة؟
فوجئ الكثيرين بقرار مايكروسوفت الجديد بالاستحواذ على LinkedIn، في صفقة كبيرة وصلت قيمتها 26.6مليار دولار، وهو سعر مرتفع لشبكة تواصل اجتماعي، بل إنها الصفقة الأعلى سعراً من مايكروسوفت.
ويمثل هذا الاستحواذ أهمية كبيرة للمدير التنفيذي Satya Nadella، حيث أن نجاح أو فشل LinkedIn، سيعرفه كقائد لمستقبل الخدمات المدفوعة المتزايد بمايكروسوفت وفي الوقت الذي مثل فيه الرقم مفاجئة للكثيرين يتبادر سؤال للذهن هو لماذا قد ترغب مايكروسوفت في LinkedIn؟
وقد كشفت مذكرة Nadellaحول هذا الموضوع عن الخطوط الأساسية للإجابة عن هذه التساؤلات، حيث يشير Nadella أن موقع LinkedIn، هو الطريقة التي يجد بها الكثيرين وظائفهم، أو صقل مهاراتهم، والبيع والتسويق وإتمام أعمالهم، لذا يعد مفتاح في مجال العمل المهني، مع حوالي 433مليون عضو نشط، وأكثر من 2مليون اشتراك مدفوع، في الوقت الذي تحظى مايكروسوفت نفسها ب 1.2مليار مستخدم Office، ولكن دون البوابة الاجتماعية المميزة لتطبيق LinkedIn مما يجعلها تعتمد على كلا من Facebook، LinkedIn وآخرين لتوفر مفتاح هذا النوع من التواصل.
ويوفر موقع التواصل Linkedin لمايكروسوفت ميزة الدخول الفوري لأكثر من 433مليون عضو، وذلك من خلال شبكة تواصل اجتماعي قوية، وذلك لطبيعة الموقع المهنية، فهو يتماشى مع البرمجيات والخدمات التي توفرها مايكروسوفت.
وهذا المزيج سيجعل من المحتمل للتجارب الجديدة مثل أخبار LinkedIn والتي تخدم المقالات التي ترتكز على المشاريع التي تعمل عليها واقتراحات Office أن تكون بمثابة خبير يمكن التواصل معه عبر LinkedIn للمساعدة في المهام التي تحاول إتمامها وذلك حسبما ذكر Nadella.
لذا من المتوقع أن تكون التجربة أكثر ذكاء، ومرضية للمستخدم، كما أن ارتباط كل من LinkedIn، وOffice 365 سيدعم التطور السريع للتطبيقات، وفي المقابل فإن فرص جديدة للتواصل عبر المنشآت والأفراد، من خلال الاشتراكات الفردية، والدعاية الموجهة.
وذكرNadella مثال في المذكرة الداخلية، يعبر عن جزء صغير من رؤية مايكروسوفت لمستقبلها، من خلال LinkedIn، حيث سيكون الموقع مركز الملف المهني الذي سيظهر في التطبيقات مثل Outlook، وSkype، و Officeوحتى منصة ويندوز نفسها حيث ترغب مايكروسوفت في تحويل LinkedIn إلى هوية مركزية وتغذية إخبارية لدعم التدفق الذكي للبيانات التي ستربط المهنيين من خلال اجتماعات مشتركة، وإخطارات، وأنشطة البريد الإلكتروني، فهو مستقبل استخدام شبكات التواصل القوية وربطها مباشرة بتقنية الذكاء الاصطناعي التي تركز على تطويرها مايكروسوفت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة.
وقد قدمت مايكروسوفت مثال للاتصال بين تطبيق Cortana مع LinkedIn لتوفر سياق للتواصل مع الأشخاص الذين تتعامل معهم بشكل مهني، وهو شيء تعمل عليه الشركة مع LinkedIn مؤخراً ولكن من الواضح ان مايكروسوفت ترى LinkedIn جزء كبير من لتجعل من Cortana أكثر ذكاء في مجال العمل.
هذا كما عرف تطبيق LinkedIn بالاخطارات التي تمثل ازعاج للمستخدم، ومشاكل كلمة المرور التي هزت أوراق اعتمادها، وعلى مايكروسوفت أن تقوم بحل تلك المشاكل إذا أرادت أن يتم أخذ LinkedInعلى محمل الجد في مجال الأعمال التجارية.
وهذه الخطوة من مايكروسوفت تطلب جهد حتى تؤتي النتائج المرجوة منها، حيث أنها تقوم بتغذية شبكة التواصل الاجتماعي، التي صممت لمكافحة المنافسة في مجال العمل، من كل من Google، وFacebook الذين أبدوا اهتمامهم في توسعة العمل الاجتماعي في مجال العمل، إلأ أن مايكروسوفت لم تناقش المنافسين في الوقت الحالي، ولكن هذا الاستحواذ هو رهان كبير على مستقبل الذكاء الاصطناعي، والقدرة على تأمين سيطرتها على البرامج وخدمات الشركات.
والآن مايكروسوفت لديها شبكة تواصل اجتماعي ضخمة، وذلك لصد تقدم الخدمات الإنتاجية من قوقل، ولكن لا يزال عليها إقناع الشركات بعدم استخدام Facebook بالعمل، أو تطبيقات قوقل كبديل.
كما أنها تواجه مهمة صعبة لدمج LinkedIn مع برمجيات وخدمات مايكروسوفت وكذلك الإدارة، وبالمقارنة بعدد الصفقات التي عقدتها الشركة خلال الأعوام السابقة، مثل شراء Skypeمقابل 8.5مليار دولار في عام 2011 وغيرها من الصفقات التي لم تقدم الكثير، فإن هذا الاستحواذ على LinkedInمختلف، حيث سيتم رصد تقدم عملاق البرمجيات بشكل كبير خلال الفترة القادمة.