يقوم العلماء كثيرا في المجال الطبي باستخدام الصبغات المشعة التي يتم حقنها أسفل الجلد وتساعدهم على التعرف على المراحل الصعبة التي يمر بها الإنسان. وهذه الصبغات يمكن استخدامها في التعرف على الحالات المبكرة لمرض السرطان بالإضافة إلى أنها تساعد الأطباء على رؤية الأجهزة الداخلية الموجودة في جسم الإنسان بكل سهولة مثل العين. ولكن حتى وقتنا الحالي فإن تلك الصبغات تعتبر شديدة الضرر على صحة الإنسان ولا يمكن تجربة استخدام الكثير منها على البشر بالإضافة إلى أن الجسم لا يقوم بإخراجهم من الداخل بسرعة حتى يعمل على تقليل الخطر الناتج من استخدامها والتعرض إليها.
وقد تمكن فريق من علماء Stanford من التوصل إلى صبغة fluorescent وهي آمنة تماما للاستخدام على البشر بالإضافة إلى أنها أكثر دقة ووضوح من الصبغات الأخرى المضرة التي كان يتم استخدامها من قبل. وبعد أن يتم حقن هذه الصبغة الجديدة في تيار الدم الخاص بالمريض يتمكن الأطباء من رؤية ماذا يوجد تحت جلد الإنسان من خلال صورة عالية الجودة والتقنية. وسوف تشع تلك الصبغة من خلال نظام التصوير الطيفي حتى تقوم بتمييز وجود الأورام أو الأوعية الدموية التالفة. وحتى الآن فإن أغلب الصبغات التي يتم استخدامها داخل جسم الإنسان يتم صناعتها من مادة carbon nanotubes و quantum dots. ويكون المريض عرضة للكثير من المخاطر الناتجة عن استخدامها بسبب بقاء تلك الجزيئات داخل الكبد والطحال لعدة أيام وأحيانا شهور وبذلك قد يكون ضررها أكثر من نفعها.
ولكن المادة الجديدة التي تمكن العلماء من الوصول إليها تتكون من جزيئات fluorescent والتي تقوم بإشعاع ضوء في مستوى قريب من الأشعة تحت الحمراء والذي يعرف باسم NIR-II. وقد صرح أحد الطلاب الخريجين في فريق Stanford أن الصعب في الأمر هو إمكانية الوصول إلى صبغة مصنوعة من الفلوريسينت وفي نفس الوقت تقوم بإشعاع الضوء في مجال قريب من الأشعة تحت الحمراء وتكون قابلة للذوبان في الماء حتى يتم تسريع عملية إخراجها من داخل جسم الإنسان ولا تظل بالداخل فترة أطول من 24 ساعة.