تخيل أن جهاز طائر صغير الحجم بإمكانه تسليم حزمة بين يديك، ومن ثم يختفي مباشرة عن الأنظار. إلا أن هذه التقنية التي نتحدث عنها ليست أحد الأجهزة السحرية أو جزء من خيال هاري بوتر، بل أنها تقنية جديدة قيد التطوير الآن في دربا DARPA.
أحدث تقنية يتم تطويرها في معامل دربا وكالة الدفاع الأمريكية والأبحاث المتقدمة، لتحقق أكبر استفادة للأشخاص في المناطق النائية، حيث تخصص هذا القسم من أبحاث وكالة الدفاع الأمريكية في تطوير تقنيات حديثة وأنظمة الكترونية للتسليم ومن ثم التدمير الذاتي.
ليس من المتوقع أن تقوم فكرة تقنية جديدة على الاختفاء تماما عند التسليم، بشكل خاص لتقنية يتم تطويرها في مركز أبحاث وكالة الدفاع الأمريكية، إلا أن دربا تؤكد على أن تقنية التدمير الذاتي يمكن أن تكون داعمة في بعض الحالات، فعلى سبيل المثال يمكن أن تستخدم في ساحات القتال، أو أجهزة الاستشعار البيئية إلى جانب أدوات الاتصال، ففي الغالب تشكل الالكترونيات المهملة خطرا على البيئة، لكن إذا تحللت أو اختفت هذه التقنية لن تشكل أي خطر على البيئة في المستقبل.
وقد بدأ الباحثين في دربا بالفعل في تطوير بعض المواد التي يمكنها أن تختفي في الهواء، والتي من بينها لوحة polymer يمكنها بالفعل الاختفاء في الهواء، أو الانتقال من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية في دقائق معدودة، كما طور الباحثون أيضا زجاج جديد يمكنه أن يتحول إلى جزيئات صغيرة جدا بعد الاستخدام.
وقد صرح روي أولسن مدير برنامج التقنية الجديدة في دربا VAPR DARPA، أن إنتاج أجهزة أكبر حجما بإمكانها الاختفاء بعد التسليم أصبح أقرب إلى الحقيقة الآن بعد تجربة عدة مواد في هذا القسم، كما أكد على أن برنامج DARPA’s ICARUS يمكنه الآن صنع النماذج الأولية لتقنية التلاشي للالكترونيات.
يمكن لهذه التقنية أن تقدم الدعم في المستقبل للمناطق النائية في توصيل الغذاء، اللقاحات أو الماء للأشخاص الذين انقطعت عنهم وسائل الاتصال، أو في حالات الكوارث الطبيعية من قبل منظمات الإغاثة، إلا إننا لا نتوقع أن يتم التوسع في هذه التقنية لتحل محل وسائل التسليم الأخرى، او الطائرات بدون طيار، بل إنها ستكون تقنية محدودة بظروف طارئة فقط.