قام فريق من مهندسي النانو تكنولوجيا من جامعة كاليفورنيا باختراع أشايء متناهية الصغر تشبه الأنابيب والتي يمكنها أن تزيل جزيئات الكربون من مياه المحيط أثناء السباحة بها. وهذه التكنولوجيا المتطورة يمكنها أن تقوم بسحب غاز ثاني أكسيد الكربون من المياه وفي نفس الوقت التخلص من الآثار الضارة الناتجة عن تحمض المحيط وظاهرة الاحتباس الحراري. وقد تمكن الفريق من ابتكار هذه الأنابيب التي يبلغ طولها 6 مايكرومتر بقيادة Prof. Joseph Wang.وتحتوي هذه الأنابيب الصغيرة على إنزيم carbonic anhydrase الذي يقوم بتحفيز التفاعل بين غاز ثاني أكسيد الكربون والمياه وينتج عن هذا التفاعل تحول الغاز إلى كربونات الكالسيوم وهي مادة صلبة وغير مضرة بالبيئة يمكن الحصول عليها من الطباشير أو الأسمنت أو قشر البيض.
وخلال هذه الدراسة قام الفريق بوضع الأنابيب في محلول مياه مشبع بثاني أكسيد الكربون مع وضع ماء الأكسجين كمصدر للطاقة. وباستخدام أقل من 2 % من ماء الأكسجين قامت هذه الأنابيب الصغيرة باستخدام محركاتها لكي تسبح بسرعة 100 مايكرومتر في الثانية وفي خلال خمس دقائق تمكنت هذه الأنابيب من إزالة ما يقرب من 90 % من غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود بالمياه. وفي الوقت الحالي يركز الفريق على أنظمة الدفع التي تعمل بها محركات تلك الأنابيب الصغيرة والتي تعتمد حاليا على ماء الأكسجين كمصدر للطاقة. ويتسبب هذا المصدر في زيادة الأمر تعقيدا حيث أنه يتطلب استخدام مواد بلاتينية باضظة الثمن في صناعة كل محرك. ويتطلع Wang وفريقه أن يتمكنوا من ابتكار مجموعة أخرى من هذه المحركات تعتمد على المياه كمصدر للوقود.
كما أضاف Kevin Kaufmann وهو أحد الباحثين الدارسين بمعهد UCSD أنه إذا تمكنوا من استخدام الطبيعة كمصدر للطاقة اللازمة لهذه المحركات فإنها سوف تصبح أقل تكلفة وأكثر صداقة للبيئة. وبالرغم من أن هذا الابتكار لا يزال في مراحله الأولى إلا أن Wang يتصور أنه في المستقبل يمكن دمج هذه الأنابيب الصغير مع النباتات التي تخلص المياه من غاز ثاني أكسيد الكربون حيث تقوم هذه النباتات بامتصاصه من المياه وبذلك تحارب الزيادة الكبيرة من نسبة هذا الغاز في مياه المحيط.