بعد أيام من الانتظار، نجحت شركة مايكروسوفت في إغلاق صفقة استحواذها على شركة ألعاب الفيديو Activision Blizzard بقيمة 69 مليار دولار، وهي خطوة كان من الممكن أن تعطل سوق الألعاب السحابية سريعة التطور.
على الرغم من أن الصفقة حصلت بالفعل على موافقات من هيئات تنظيمية مختلفة، إلا أنها واجهت عقبة مع هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة (CMA) في وقت سابق من هذا العام.
تمثل الصفقة لحظة مهمة، حيث تسلط الضوء على النفوذ المتزايد لهيئة أسواق المال في تنظيم التكنولوجيا العالمية منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومنعت الهيئة التنظيمية البريطانية في البداية عملية الاستحواذ في أبريل الماضي، مشيرة إلى مخاوف بشأن سيطرة مايكروسوفت الساحقة على الألعاب السحابية. وقد أتى الموقف الصارم الذي اتخذته هيئة أسواق المال البريطانية بثماره عندما وافقت مايكروسوفت على بيع حقوق البث المباشر لعناوين Activision الشهيرة، بما في ذلك “Call of Duty” و“Candy Crush Saga”، مما خفف من المخاوف من انخفاض المنافسة واختيار اللاعبين.
لم يكن لهذه الخطوة من قبل CMA صدى داخل المملكة المتحدة فحسب، بل وضعت معيارًا للدول الأخرى التي تتصارع مع النفوذ المتزايد للتكنولوجيا الكبيرة على قطاعات متعددة.
ومن المثير للاهتمام أن هيئة أسواق المال كانت الهيئة التنظيمية الوحيدة التي فرضت مثل هذا الامتياز على مايكروسوفت، مؤكدة التزامها بالنمو الاقتصادي ورفاهية المستهلك.
يعزز هذا الاستحواذ دور مايكروسوفت في سوق ألعاب الهاتف المحمول الذي تبلغ قيمته أكثر من 90 مليار دولار، وهو القطاع الذي تتمتع فيه شركة سوني الرائدة في الصناعة، بتأثير أقل.
وقد أشار مايكل باتشر، محلل Wedbush Securities، إلى أن مايكروسوفت تكسب ما يزيد عن 3 مليارات دولار من إيرادات الهاتف المحمول على الفور، مما يملأ خدمة الاشتراك في Game Pass بمجموعة من المحتوى الذي من المؤكد أنه سيجذب المزيد من اللاعبين.
وفي حين تبدو الصفقة بمثابة فوز لمايكروسوفت، فمن الممكن أن ينظر إليها أيضا على أنها انتصار للهيئات التنظيمية الملتزمة بضمان اللعب النظيف في الصناعات سريعة النمو.
كما أشارت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة أسواق المال، إلى أن هذه النتيجة كانت ممكنة لأن الهيئة التنظيمية ظلت “خالية من التأثير السياسي“، على الرغم من معارضة مايكروسوفت والدعم المحدود من الحكومة البريطانية.