مع تزايد المحتوى بتقنية HDR بصورة كبيرة مؤخراً، تحاول الشركات المصنعة لأجهزة التلفاز أن تتنافس لإظهار أنهم الأوائل في هذه التقنية، ولسنوات عديدة كانت تقنية HDR متاحة فقط في أجهزة التلفاز الراقية باهظة الثمن، ولكن الآن في طريقها إلى الأجهزة متوسطة وحتى النماذج محدودة الميزانية.
وليس لأن شاشة التلفاز مكتوب عليها أنها تدعم تقنية HDR أن هذا يعني أنك سوف تكون قادرًا على رؤية المحتوى HDR كما ينبغى أن يكون، وذلك لعدة أسباب..
بدايةً ما هو HDR (المدى الديناميكي العالي)؟
من المهم أن نلاحظ أن تقنية HDR في أجهزة التلفاز تختلف كثيرًا عن تقنية HDR في الهواتف أو الكاميرات، فهي من الناحية التقنية منفصلة عن دقة 4K، ولكن تقريبًا جميع أجهزة التلفاز التي تدعم تقنية HDR يمكن أن تكون بدقة 4K أيضًا.
يمكن لأجهزة التلفاز HDR أن تعرض المحتويات ذات المدى الديناميكي العالي بضوء أكثر إشراقًا وسطوعًا، وعادة ما يكون نطاق الألوان أوسع من الموجود في التلفزيون العادي الذي يظهر المحتويات العادية، لذلك فإنها تبدو أكثر واقعية مع ألوان أعمق وأكثر ثراء، وأكثر دقة بصرية.
لماذا تختلف تقنيات HDR من تلفاز لأخر
إن المدى الديناميكي العالي HDR والتدرج اللوني الواسع WCG يعنيان صورة أكثر إشراقًا ونطاق ألوان أوسع وأعمق، ولا يمكن لأي تلفزيون القيام بكليهما، وهذا هو الفرق الرئيسي الآخر بين تقنية HDR ودقة 4K، فجميع التلفزيونات التي تأتي بدقة 4K مهما كانت رخيصة، يمكنها أن تظهر عادة التفاصيل الكاملة لأن لديهم جميعًا نفس العدد من البكسل.
أما التقنيات التي تسمح للتلفزيون إنتاج صور ذات تباين أعلى (بياض أكثر إشراقًا ولون أسود أكثر عمقًا وقتامة) ونطاق لون أوسع تتضمن عدد أكثر من البكسل، ولا يمكنك جعل التلفزيون أكثر إشراقًا أو أكثر ألوانًا بمجرد تغيير البرامج الداخلية.
ولإنتاج صور ذات سطوع ضوئي جيد بتقنية HDR، فإن تقنيات الشاشات مثل شاشات LED من النوع Local Dimming أو شاشات OLED تساعد حقًا في نجاح هذا. حيث تسمح شاشات Local Dimming في أجهزة التلفاز على جعل مناطق معينة من الشاشة أكثر إشراقًا من الأجزاء الأخرى، وهو أمر مهم لتسليط الضوء النقاط البارزة في المحتويات ذات المدى الديناميكي العالي.
هناك نوعان أساسيان من الشاشات من نوع Local Dimming: وهما edge-lit، حيث يتم ترتيب مصابيح LED على طول حواف شاشة التلفزيون، أما النوع الثاني فهو full-array، حيث يتم ترتيب المصابيح كلها خلف الشاشة، والنوع الثاني full-array تقريبًا هو الأفضل دائمًا من edge-lit، ولكن هناك استثناءات مثل شاشة سوني XBR-X930D بتقنية edge-lit، وهي واحدة من أفضل أجهزة التلفاز HDR التي اختبرت العام الماضي.
ولإنتاج مجموعة ألوان أوسع في محتوى WCG، يحتاج التلفزيون إلى بعض الطرق لإنشاء نطاق الألوان الواسع، وبعض الشركات تفعل ذلك باستخدام النقاط الكمية Quantum Dots، أو ” QLED” كما تدعوها سامسونج هذا العام، أما الشركات الأخرى مثل سوني، و Vizio وLG، تستخدم مختلف تقنيات الإضاءة الخلفية LED.
لكن لا تزال هناك عقبات تقنية حتى لو كان التلفزيون يأتي بشاشة Local Dimming، ففي معظم الحالات تحتاج إلى منافذ HDMI 2.0 أو HDMI 2.1 للحصول على بيانات إضافية لجعل المحتويات ذات المدى الديناميكي العالي تعمل، لذلك فمن غير المرجح أن تحديث البرامج الثابتة سوف يجعل تقنية HDR تعمل على أجهزة التلفاز القديمة، حتى لو كان لديها شاشات Local Dimming.
أما بالنسبة لشاشات OLED، ففي الوقت الذي فيه جميع تلفزيونات OLED تمتلك بطبيعتها نسبة تباين أكبر من شاشات LCD، إلا أن النماذج المتوافقة مع HDR لديها قدرات سطوع إضافية للقيام بتصوير المدى الديناميكي العالي.
وأساسًا إذا كان هناك تلفزيون بتقنية OLED يدعي أنه متوافق مع تقنية HDR، فمن الاختبارات التي قامت CNET بها فإن شاشات OLED تنقل صور ذات مدى ديناميكي عالي جيدة للغاية، كما أنها واسعة التدرج اللوني مثل quantum dots. لكن بعض الشركات تدعي لمجرد التسويق للمنتجات أنها قادرة على تشغيل هذا المحتوى لكنها فعلياً لا، وهذا يترك انطباع لدى المستخدم أنها تقنية لاتستحق الشراء عندما يلاحظ أنه لا يوجد أي فروق بينها وبين المحتوى العادي، وللأسف لا توجد حالياً طريقة واضحة للتفريق بين الأجهزة التي تدعم هذه التقنية فعلياً أو التي تدعي ذلك فقط; لكن أجهزة بتقنية OLED أو Local Dimming في الغالب سوف تعرض محتوى HDR أفضل (لكن ليست قادرة على تحويل أي محتوى لتلك الجودة)